باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب: مآسي البنوك

1٬248

 

هل فكرت البنوك السودانية كم “حملة إعلانية” تحتاج؛ لإعادة ثقة العملاء بها؟
هل تتخيل حجم الصعاب والمآسي التي يعاني منها المواطنون بحثاً عن صراف آلي يعمل لسحب مبلغ ألف جنيه لا أكثر؟!
قصص قد تكون مضحكة ولا تُصدق حول البدائل الموضوعة لدى كثير من البنوك، لتقليل نسبة السيولة بين أيدي الناس.
بعد الفشل في إيجاد صراف يعمل، يذهب عميل لأحد البنوك – جيدة السمعة – ويطلب سحب مبلغ خمسة آلاف جنيه، فيعطيه البنك النقود، لكن من فئة (جنيهين)، فيعتذر العميل عن حمل المبلغ ويغادر.
ويطلب آخر من بنك – مشهور ومتعثر – سحب مبلغ خمسة آلاف جنيه، فيعتذر البنك، ويسلمه منشوراً من بنك السودان يوضح أن سقف السحب “ألف جنيه” في اليوم الواحد.. فيغضب العميل ويغادر..
صفوف في البنوك لا حصر لها، ازدحام وتذمر وسخط.. تضيع الساعات ويخرج العميل خالي الوفاض.
العميل الذي يدخل البنك “لإيداع مبلغ” يُحتفى به كثيراً، كيف لا وهو المُنقذ والمُفرح لأولئك الجُلساء التائقين للفرج!
قبل خمسة أيام انعقد اجتماع لجنة “ضبط سعر الصرف” برئاسة الرئيس البشير وحضور وزراء القطاع الاقتصادي ومدير جهاز الأمن والمخابرات.
الرئيس البشير وجه الاجتماع، بتمكين المودعين من سحب أموالهم، وذلك بعد أسابيع من تحديد سقوفات معينة، فلم لم تُطبق هذه التوجيهات على أرض الواقع؟!
إن كان المواطنون يرغبون في الاستدانة لتفهمنا البطء، وإن كانت المبالغ المُراد سحبها كبيرة؛ لوجدنا العذر أيضاً، لكن كيف يمكن تفسير هذا النوع من الاستهتار والتجاهل في منح المواطنين أموالهم؟
ما هو فهم سياسة البنك المركزي في إيداع مبالغ من فئة (جنيهين) و(خمسة) و(عشرة) جنيهات؟!
مبلغ الجنيهين لا يشتري “لُبانة” من البقالة، ولا يقبله “الشحاذ” أو المتسول، بل إنه أصبح مالاً لا يضر ولا ينفع، فما فائدة طباعته وتداوله بين الناس؟!
صحيح أن بنك السودان هو المسؤول عن هذه المعاناة قبل البنوك، إلا أن الأخيرة فشلت في إدارة الأزمة، فلم نقرأ لها إعلاناً أو اعتذاراً أو توضيحاً، وتركت “الصدفة والأقدار” تحل للعملاء والمواطنين مشكلاتهم.
“شُح السيولة” المفرط، أنتج ظواهر أخرى مثل “تجارة الشيكات” أي أن يمنح أحدهم “شيكاً” لآخر بسعرٍ أعلى، مقابل سيولة يجدها بين يديه..
انتشر كذلك سوق “الخزنة الحديدية” في بعض المكاتب والمنازل، فما فائدة البنوك التي تأخذ الأموال وتُماطل في إعطائها؟!
شكراً لبنوك – قليلة – تعاملت مع الأزمة بذكاء، أما الأغلبية فعليها تجهيز حملة إعلانية قوية، توضح بدءاً أي الصرافات أصبحت “تحت الخدمة”؟ ثم تنتقل إلى البنود الأخرى!

التعليقات مغلقة.

error: