باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

د. عبداللطيف البوني: (لكن بتير)

حاطب ليل

1٬639

(1 )
تقول الطرفة إن أدروب دخل في مشاجرة مع آسيوي فتطورت المشاجرة الى مضاربة فاعمل الآسيوي في ادروب فنون الكراتيه اذ اخذ يتقافز ويستدير في الهواء مستعملاً كل اطرافه من ايدي وارجل حتى الرأس

فاوسع ادروب ضرباً ولكن ادروب صبر على الضرب واخذ يتحين الفرصة للامساك بخصمه من نصفه لتعطيل اطرافه وبالفعل وجد الفرصة فالتحم بالاسيوي واسقطه على الارض وجثم فوق صدره فاصبح كالجثة تحته وانتقم منه ضرباً على الوجه وخنقاً ولكنه حتى بعد شعر بانه اخذ حقه لم ينهض من على جسم الاسيوي فقيل له (خلاص كفاية يا ادروب اخدت حقك قوم من الراجل ) فكان رده (لكن بتير) اي سوف يطير (يا ادروب انت حا تقعد في وسط الراجل لمتين ؟ ) (انا عاوز نقوم والله لكن بتير) ( يا ادروب انت حا تكتل الزول وتروح بعده في ستين داهية ؟) ( لا والله انا ما عاوز نكتل لكن بتير)
(2 )
يبدو لي أن محنة الحكومة مع الدولار مثل محنة اخينا ادروب مع الاسيوي في الرمية اعلاه . فبعد ان تقافز الدولار في الهواء وتجاوز حاجز الاربعين ومثل وبشع بالجنيه السوداني تدخلت الحكومة واستطاعت الحد من تقافزه بالاجراءات الادارية والامنية فقد اوقفت الاستيراد وحجمت السيولة بوقف السحب من البنوك والقت القبض على بعض تجار العملة وطاردت سريحة الدولار اي جففت السوق واضطربت سوق العملات فانخفض سعر الدولار وان شئت قل اختفى من على ساحة التداول . بالضرورة كان لابد من ان تكون تلك الاجراءات مؤقتة لأن البلاد في حاجة للواردات من بترول وقمح وادوية ومدخلات انتاج كما ان البلاد في حاجة لعائدات الجمارك وللضرائب فكلاهما يتوقف على حركة السوق ولابد من السماح للناس بسحب اموالهم من البنوك فتتدفق السيولة .
(3 )
الحكومة ما زالت ممسكة بتلابيب العملة وبدأت الاثار الجانبية لتلك السياسة في الظهور فاصبح الحال كلما قيل للحكومة افتحي باب الوارد تقول (لكن بتير ) لكن ياحكومة السوق نشف فلسان حالها (لكن بتير) ياحكومة الناس عاوزة قروشها (لكن بتير) . كان وما زال المؤمل ان تكون الحكومة جاهزة للخطوة التالية وهذا يفترض ان يكون لديها احتياطي من العملة الصعبة من جهة ما داخلية او خارجية تستطيع بها تلبية الطلبات الملحة على الاقل ولكن ارتفاع سعر الدولار جنيهين يوم الثلاثاء والاربعاء الماضيين مع ظهور بداية لازمة جازولين العاصمة يشي بان الحكومة قد يكون (كيسها فاضي) ولكن عودة الانخفاض للدولار في نهاية يوم الخميس جعلت الناس يتشككون في الامر على العموم حتى كتابة هذه السطور (يوم الاحد الرابع من مارس 2018 ) مازال ادروب جالساً على صدر الاسيوي وهو متمحن ماذا يفعل لا يريد ان يقضي عليه وفي نفس الوقت خائف من طيرانه .
(4 )
لسوء حظ الحكومة ان البلاد لم تعد فيها اسرار والاهم ان المضاربين في العملات كانوا ومازالوا قريبين من الحكومة ف(الجماعة دافننوا سوا) والاخطر ان هؤلاء لديهم مداخل لمعرفة ادق اسرار الدولة المالية وبالدولار الواحد . اي انهم يعرفون ان كانت الحكومة معتمدة على ان تلك الاجراءات المؤقتة سوف تجعل الذين يملكون الدولارات (وهم كثر) يسارعون لصرفها حتى لا يخسروا بالتالي تنهار اسعاره فان هذا لن يحدث لان هؤلاء يعرفون البير وغطاها وان كانت الحكومة لديها مخدة دولارات فلتقم من على صدر الاسيوي فلن يطير فالسماء قريب ويا خبر بفلوس وباكر ببلاش وربنا يكضب الشينة.

التعليقات مغلقة.

error: