باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

محمد لطيف : من مؤتمر  .. حوار الأديان !

تحليل سياسي

731

صديقى سليمان الامين المستشار  الاعلامى والمترجم بالسفارة القطرية ذكرنى ان لى رأى سابق في حكاية حوار الأديان هذه .. واننى سبق وان حبذت ان تكون الدعوة للتعايش بين الأديان وليس الحوار بين الأديان .. لاختلاف المقاصد فو كلٍ  وتباين النتائج بين الحوار والتعايش .. وليس هذا موضوعنا الْيَوْمَ على كل حال .. بل أننى رغم تذكير سليمان قد قبلت الدعوة لحضور مؤتمر حوار الأديان الذى نظمه مركز الدوحة لحوار الأديان وعلى مدى يومين منتصف الأسبوع الماضي بالدوحة .. واحسب أننى احسنت صنعا بالذهاب .. فقد اكتشفت ان ثمة مساحات شاسعة للتحاور والنقاش بين معتنقي هذه الأديان دون ان يقود ذلك الحوار لالغاء هذا الطرف أو ذاك كما كنت اعتقد سلفا ..!
وبدءا لا بد من ان أسجل تقديرى العالى .. لا للدعوة فهذه سجلناها في مضابط المؤتمر هناك .. ولكن التقدير هنا ينصرف لتلك القدرة العالية على التنظيم والتنسيق والتنفيذ .. برنامج المؤتمر الذى امتد لمدة يومين فقط .. لن تصدق ان قلت لك انه قد استوعب نحو تسعة جلسات عمل .. معدل المشاركة في كل جلسة لم يقل عن الخمسين عضوا من أعضاء المؤتمر لكل جلسة .. هذا بجانب أربعة جلسات عامة .. شكلت كلها ساعات متصلة من الحوار الفكرى العميق .. والجاد والهادف .. في جهد كبير لما يمكن وصفه بتأصيل حقوق. الانسان وفق ما قضت به الشرائع السماوية .. أو الأديان كما سماها المنظمون .. وكم كان رائعا عرض النصوص حيث تناوب العلماء والمفكرون .. وأحيانا الساسة .. مسئولون ومعرضون .. كلهم يعرضون النصوص الدينية التى حملها الأنبياء والرسل .. لتنظيم حياة الانسان .. ثم كم كان مؤسفا حين يتضح كم فارق التطبيق النصوص ..!
عبر كل هذه الجلسات ثبت فعلا كم يحتاج الناس للحوار .. خاصة بين أولئك القيميون والاخلاقيون .. لتجسير الهوة بين بني البشر .. ولكن اتضح كذلك ان المعنيون بهذا الحوار عليهم اولا الالتزام بهذه القيم .. اكثر حرصا عليها من غيرهم ليكونوا اكثر أهلية لقيادة ذلك الحوار .. بالنسبة لى كان السؤال .. حين اتيحت لى الفرصة في واحدة من الجلسات العامة .. هل اصحاب هذه الأديان مؤهلين لإدارة حوار فيما بينهم ؟ قلت لهم هذا السؤال بالنسبة لى ليس جديدا .. وقلت .. في ثمانينات القرن الماضي اطلق الامام الصادق المهدى مبادرة توحيد أهل القبلة .. وكان يعنى السنة والشيعة .. وكان يبرر بها زيارة لإيران كانت محل تحفظ واسع فى السودان والعالم العربي في ذلك الوقت .. وقلت للمؤتمرين .. ان ردى على مبادرة الامام يومها وهو موقفى حتى الان .. ان المطلوب توحيد أهل السنة اولا .. وتأسيسا على ذلك قلت لهم .. اعتقد ان الامر في حاجة لحوار داخلي اولا لتصفية الخلافات المذهبية .. قبل البحث في التوافقات العقدية .. مع الأخذ فى الاعتبار  لكل التعقيدات التى تعتور الامر ..!
ولنا عودة لمداخلتي الاخرى والخاصة بعجز المسلمين عن تسويق حقوق الانسان في الاسلام .. رغم حوجة العالم لها هذه الأيام

التعليقات مغلقة.

error: