المهندس هايلي مريام ديسالين رئيس وزراء الشقيقة إثيوبيا قدم استقالته أمس الأول من منصبه الرفيع.. رغم الأداء المتميز خلال الفترة التي تولى فيها المنصب خلفاً لرفيقه الراحل ملس زيناوي.
“ديسالين” جلس على كرسي الرجل الأول في إثيوبيا لفترة خمس سنوات فقط حقق فيها نهضة لا تنكرها عين في مختلف المجالات، لا أحتاج أن أحصيها هنا لأنها معروفة للشعب السوداني الذي ينظر إلى جارته إثيوبيا بعين الحسد الحميد.. حتى أضحت إثيوبيا نموذجاً وواحدة من أسرع الدول نمواً.. وهو -ديسالين- لا يزال في عمر إنتاجي يسمح له بالاستمرار في الكرسي سنوات طويلة يتمتع فيها بجاه السلطة وصيت المنصب.. لكنه مع ذلك اختار أن ينسحب بهدوء بحيثيات تستحق الاحتفاء.. ليفسح الطريق لغيره.. أعلن تحمله للأخطاء التي شابت الأحداث الأخيرة في إثيوبيا وما أدت إليه من ضحايا وخسائر..
ديسالين المهندس المدني الذي تخرج في جامعة أديس أبابا وحصل على الماجستير من فنلندا.. استمعت إليه كفاحاً في المحاضرة التي ألقاها في قاعة الصداقة عند زيارته للخرطوم.. كان يتحدث بلغة (رجل الدولة) العميق الذي يستبصر آفاقاً جديدة للقارة الأفريقية والتكامل المبني على المصالح..
في تلك المحاضرة قال ديسالين، إنَّ علينا التكامل بسرعة اقتصادياً أولاً قبل سياسياً.. ورهن هذا التكامل بعد تحقيق السلام والاستقرار.
وشد ما لفت انتباهي تعريفه للسلام.. فهو لا يرى أنَّ السلام مجرد وقف الحروب وسفك الدماء بل في تحقيق الرفاهية وكرامة الإنسان.. وضرب مثلاً بما حدث في إقليم “الأوجادين”.. قال إن إثيوبيا صرفت أموالاً مهولة لإحكام القبضة الأمنية والبوليسية على الإقليم ولَم تنجح، فاستبدلت المعالجة الأمنية بالصرف على التنمية فكانت النتيجة باهرة أن أصبح أكثر أقاليم إثيوبيا استقراراً وأماناً وأمناً.
التعليقات مغلقة.