تقرير: باج نيوز
تساءل البعض؛ لماذا لم يعلن السودان رسمياً حقيقة ما انتهى إليه الاجتماع الرباعي المشترك بين وزيري خارجية مصر والسودان ومديري جهاز أمن كلا البلدين؟
لقاء القاهرة الذي عُقد قبل نحو أسبوع، خرج ببيان دبلوماسي، لم يتطرق لقضية حلايب، التي كانت حاضرة “بقوة” في الاجتماع، الأمر الذي وضع احتمالين، أن تدرس الحكومة المصرية رد السودان بهدوء على القضية، أو أن الجانب السوداني لا يسعى للتصعيد إعلامياً لانشغاله بمشاكل أخرى، أبرزها الاقتصادية.
ولعل هدوء أزمة (حلايب) حالياً، يشير إلى خفوت الأزمة بين البلدين، إلا أنها قابلها للاشتعال مجدداً في أي لحظة.
(باج نيوز) كان قد انفرد بحقيقة ما وضعه وزير الخارجية إبراهيم غندور، ومدير جهاز الأمن السابق الفريق أول محمد عطا، على طاولة الجانب المصري.
أجندة سرية
كما ذكر (باج نيوز) قبل نحو أسبوع، أن الجانب السوداني لوح لنظيره المصري بإمكانية إعلان حلايب “منطقة محتلة” الأمر الذي يترتب عليه تبعات، تُمكن الأمم المتحدة من التدخل في الملف “سياسياً أو عبر قوات”.
ووضع الجانب السوداني أمام نظيره المصري خيارين آخرين، الإنسحاب من حلايب، أو اللجوء للتحكيم الدولي، وإلا يتم تسليم الملف لرئيسي البلدين للبت فيه مباشرة.
وقال مصدر للموقع، إن الجانب المصري، اعتبر مقترحات نظيره السوداني، رد فعل لتقارير إعلامية تحدثت عن “استفزازات ومضايقات” تتعرض لها القوات السودانية في منطقة حلايب، فضلاً عن إقدامهم – أي السلطات المصرية – على نقل صلاة الجمعة من المنطقة بصورة متكررة، آخرها كان بحضور رؤساء جامعات وقيادات أمنية مصرية.
وقد أبدى الجانب المصري بحسب المعلومات المؤكدة، اعتذاره إن كانت بعض التصرفات فُهمت بصورة خاطئة أو تمت دون قصد.
القضية لصالح من؟
اللقاء كان بين مدير المخابرات العامة في مصر عباس كامل مع مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق محمد عطا السابق، وبين وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره السوداني إبراهيم غندور، حيث إلتقيا بصورة ثنائية قبل أن يجمعهم الاجتماع الرباعي المشترك.
الجانب السوداني عرض على مصر الذهاب للتحكيم الدولي غير أن مصر ترفض ذلك، ربما لأنها فرطت في تيران وصنافير، والآن تدخل في صراع حول حقل غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، مع تركيا، مما يصعب المخاطرة بالدفع بقضية حلايب إلى مجلس الأمن.
كما أن إحساس ومعلومات السودان بقدرته على استعادة المثلث الحدودي في حال عُرضت القضية على محكمة العدل الدولية، يزيد من المخاوف المصرية، خاصةً أن الجانب السوداني يصر على هذا المقترح.
ويقول السودان إن مثلث حلايب وشلاتين تراب سوداني، وإنه أودع مذكرة لدى مجلس الأمن الدولي منذ عام 1958، يؤكد فيها حقه السيادي، وإنه ظل يجددها منذ ذلك التاريخ.
محاولات سودانية
معلومات (باج نيوز) تشير إلى أن الخيار سيكون أكثر وضوحاً خلال الاجتماع الرباعي القادم الذي يضم وزيرا الخارجية ومديرا جهاز الأمن والمخابرات.
البعض يعتبر أن الوثائق والخرط تقف بجانب السودان، إلا أن موقف المواطنين هناك أقرب إلى مصر، وهو ما دعا إحدى الإذاعات السودانية وهي إذاعة بلادي، التي تملك الحكومة السودانية أسمهاً فيها، قرار بث مسلسل إذاعي يستهدف مثلث حلايب الحدودي مع مصر، خلال فبراير الجاري.
حيث قال مؤلف العمل الدرامي إن تقنيات الإذاعة ذات الصبغة الحكومية ستمكن قاطني المنطقة من متابعة العمل، بحسب موقع “سودان تربيون”، مشيراً إلى أن المسلسل سيبث باللغة العربية العامية لسكان شرق السودان “البجا”
وأبدى المؤلف ثقته في تمكن أهالي مثلث حلايب من الاستماع إلى حلقات المسلسل الـ 30، لجهة أن إذاعة “بلادي” تغطي كل أنحاء البلاد بما فيها مثلث حلايب، موضحاً أن أحداث المسلسل تدور داخل حلايب بتناول البعد الإنساني والاجتماعي للمنطقة.
التعليقات مغلقة.