باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

راشد عبد الرحيم : مخابرات على الهواء

إشارات

1٬472

رجال المخابرات في السفارات الاجنبية في السودان، ليس أماهم غير أن يجلسوا على كرسي مريح، وأمامهم كوب عصير وفنحان قهوة ورزمة من صحفنا وشاشة تعرض القنوات السودانية ليحصلوا على كل ما يريدون وأكثر من الذي يحلمون به، لمعرفة أدق التفاصيل عن جهاز المخابرات السوداني تاريخه واداراته ومجالات عمله.
هذه المعلومات، يمكن أن يتفقوا الأموال والجهود والبحث عن المصادر، ليعرفوا القليل عنها، مع شك لازم في صحتها، لكنهم يجدونها اليوم أمامهم مؤكدة، ودون عناء.
يجدونها من مختلف المصادر، قيادات سابقة في ادأجهزة الأمن، محللون سياسيون وصحفيون.
ولأن السودانيون مغرمون بالحديث عن أنهم الدولة الأكبر والأول والأعظم، أصبح السودان هذه الأيام، الدولة الأول والأعظم التي تفتح أسرار جهازها المسؤول عن تأمينها وحفظها وصونها.
والمعلومات الثرة والكثيفة المحلاة بـ (التحليل العميق الشامل)، وجدت قوة اضافية لأنها لم تعد حصراً على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تهتم ولا تكترث لصحة المعلومة وصلة المصدر ومعرفته بها.
الوسائط تقدم المزيد من المعلومات والتفاصيل وتكمله برأي المواطن في جهاز الاستخبارات والقصص عنه، ويزيد فيها الخيال حبكة وتشويقاً.
الفريق أول صلاح قوش، المدير الجديد الحالي والسابق لجهاز الأمن والمخابرات، هو صاحب فكرة مؤتمر (السيسا) لأجهزة الأمن الاأفريقية، وهو صاحب مبادرات انفتاح الجهاز على الاعلام والمجتمع، وهي سياسة مضى فيها نائبه حينها وسلفه اليوم، الفريق محمد عطا، بوعي وحنكة .
لا يختلف اثنان في حنكة و دقدرات الفريق قوش في العمل الاستخباري وادارته، وهو الذي يعرف متى يكون الكلام متاحاً، ومتى يكون ضاراً، أو مفيداً، وحدود الذي يقال وما لا يقال .
من الواضح، أن الجهاز سيظل على منهجه وسيرته المفيدة في الانفتاح والتداخل مع العالم والمجتمع والشعب السوداني.
الفريق صلاح قوش، ومن موقعه في رئاسة الجهاز، هو من يحدد هذا، وبدلاً عن أن نرمي بإمعاء السودان وأحشاءه وكبده ورئتيه في الهواء الطلق، ومجاناً، علينا أن نترك الخبّاز لخبازه.
مخابراتنا هي أمننا وسياجنا وحمايتنا. والأمن الوطني أخطر وأكبر من أن نضيّعه بثرثرة يحملها الهواء الطلق.

التعليقات مغلقة.

error: