باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عاصم البلال الطيب:ماذا في جيب الرئيس؟

955

جملة أخبار حررتها زيارة رئيس الجمهورية لولاية البحر الأحمر أهمها ما أدلى به أمام الفعاليات السياسية بمدينة بور تسودان حول جملة من القضايا، والقاسم المشترك في كل أنشطة الرئيس الكلامية بالولاية تجديد دعوته لأنصار مؤتمره الوطني للتمسك بحبل الله والاعتماد عليه بحسبانه المنقذ وطوق النجاة وسفينة نوح من كل طوفان يتهددهم والبلد، وأشار الرئيس لما يمكن وصفه بالكرامات في سياق حديثه عن تاريخية المهددات لحكمه وبالتالي البلد كلها، واستشهد بالقيادي التاريخي بالحركة الإسلامية وبالوطني الأستاذ مهدي إبراهيم الذي شغل عددا من المناصب الدستورية والتنفيذية والحزبية والحركية، وكما تبوأ أرفع المناصب ممثلا للدبلوماسية السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية، والرجل بين أقرانه وأترابه مشهور بشيخ مهدي غير ذلك هو من المشهود لهم من غير أنصار مؤتمره وحركته الإخوانية بتقواه وورعه والإمكانيات العالية والصوت الجهور، فالرئيس ربما دون إعداد لما يود قوله في كلمته المرتجلة، تذكر إفادة شخصية من شيخ مهدي سره بها قبل كم سنة حول استهداف كبير ضد السودان بتخطيط وتشوين أمريكي وفقا لمعلومات تلقاها الشيخ مهدي من إحدى قيادات البنتاجون الذي ربطته به علاقة صداقة قوية لدرجة أن يكشف له أسرارا من الدرجة الأولى كإعداد الأمريكان مخططا متكاملا قوامه خمس دول أسماها الرئيس إثيوبيا وإريتريا وأوغندا وراوندا وغانا التي لما جاء ذكرها أبدى الرئيس تعجبا من الاستهداف الغاني لهم بحسبان ألا مبرر لها وقال بالحرف «والله ما عارفين غانا ما له معانا» ، والكرامة التي أشار إليها الرئيس ولم يسمها صراحة، أنه لدى اكتمال المخطط، إنفتن الإثيوبيون والإريتريون ونشبت الحرب الرواندية وهلم جرا مما أحاق المكر السيئ بمنفذيه أو كما هكذا عنى الرئيس مقرا بأنه لم يكن لهم يد مباشرة في صد الاستهداف الذي تلاشى من جرائه، الرئيس تذكر الحكاية والرواية لوجوده بأهم الولايات الشرقية لإطلالتها على البحر الأحمر وما أدراك ما هذا البحر وعلاقته بالأمن الدولي وسعى الكل لموطئ موجة فيه، وتَذُكر الرئيس يُقرأ في سياق الإعلان عن تهديدات للبلاد من جهة الشرق وأنه تذكير باستمرار مخططات الاستهداف مع تأكيده على الاستعداد الأمني والعسكري لإحباطها مقروءا بنفحة الكرامة التي أحبطت استهداف الخمسة بأمريكتهم.
إمام النهود
والاستهداف كما أعلنت الدولة رسميا، بلغ مخططات لتخريب الاقتصاد بضرب قيمة العملة المحلية على ما هي عليه من ضعف وهزال بتسريب مخابرات دولة ما عملات سودانية مزيفة بالملايين من فئة الخمسين وتوزيعها وفقا لخارطة تهديمية لقيمة العملة الوطنية، الجهات الرسمية التي أعلنت الخبر ووزعته على وسائل الإعلام كافة سكتت عن الدولة بيد أن الجهات المعنية التي ربما أبلغت أئمة بتنبيه المصلين في جمعتنا المنقضية، حدثتهم صراحة باسم الدولة ولكن لا ندرى إن كان التوجيه لعلمهم الخاص أم لذكر الدولة على رؤوس المصلين كما فعل وحدث خطيب جامع مدينة النهود الكبير المصلين بمخطط تسريب العملات المزيفة فئة الخمسين من تلقاء مخابرات الدولة التي ذكرها لهم بالاسم بينما سكتت عنها الخرطوم الرسمية لسبب أو آخر، تنبيه إمام النهود الصريح بلغني من زميل إعلامي أدى صلاته هناك. والحديث الرسمي عن إدخال عملات مزورة فئة الخمسين فسره السودانيون كل على هواه وإن أجمعوا بالتشكيك في صحة الاستهداف وردوه لمحاولة حكومية لامتصاص السيولة من الأيادي بعدما رددت المجالس أنباء عن سحوبات مليارية أصبحت بها الكتلة النقدية خارج الأروقة المصرفية هائلة وقابلة للانفجار، بعض آخر يقرأ خبر استهداف العملة بالتوطئة لسحبها وطباعة أخرى جديدة وهلم جرا من قراءات وتحليلات شتى تدلل على ضعف الثقة في الإفادات الرسمية في أمور جلل من قبل المواطنين مرده عدم إتباع سياسة المكاشفة والمصارحة والتي وإن تم الاقتناع بأهميتها رسميا في أزماتنا الراهنة فقد سبق سيفها صدقها والكل الآن يعمل بفقه أستفتِ قلبك إن أفتوك أو استفتوك. والفقه ينطوي على مخاطر وإعادة الثقة تحتاج من الجهات الرسمية لبراهين وأدلة دامغة على صدق ما تدلِ به للناس خاصة في ما يلي معايشهم.
حكاية غانا
وعلى ذكر معايش الناس، عودٌ على بدئنا بإفادات الرئيس المزيج بين السياسة والاقتصاد ببور تسودان وفيها أفاض في الأزمة الاقتصادية وتدنى قيمة الصرف مع التأكيد على نجاعة السياسات الاقتصادية الصعبة المعلنة والاتجاه لضرب معاقل الفساد والفاسدين، وأبدى الرئيس سعادة غمرت وجهه وهو يشير لانخفاض قيمة الدولار عشرة جنيهات خلال أيام بإجراءات قال لديهم منها المزيد في جيبهم لتوالى خفض قيمة الدولار حتى يتدخل الاقتصاديون الجالسون أمامه مشيرا إليهم كما أشار لجيب جلبابه لدى قوله بأن فيه الكثير من الحلول التي لم يفصح عنها حتى دفعنا لعنونة هذه القراءة التحليلية غير التقليدية بعنونة: (ماذا في جيب الرئيس؟) ومعلوم أن خفض قيمة الدولار كما الاشتهاء في ظروف عادية ليكون جنيها لا ينبغي الوصول إليه وإلا كانت الطامة الكبرى والصدمة القاتلة التي لم يحدثونا بها لعدم توقع مصابها أصلا، والدولة الرسمية في وحستها الراهنة أخطأت بأبجديات السياسة والاقتصاد بالتخلي عن سلع إستراتيجية لقطاع خاص كسحته سنينا عددا بمنافسته أو حتى محاربته بينما هو أصل وعماد سياسة التحرير الاقتصادي، مجرد الإعلان عن الترجل للقطاع الخاص في شأن سلع أساسية ضربت الفوضى بأطنابها، ذلك أن الأوضاع السياسية والاقتصادية ليست موائمة ومناسبة لتخلى الدولة عن فرض هيبتها في ظل أجواء وأوضاع يكتنفها الغموض وتتطلب إخراج الرئيس كل ما أشار إليه بيده في جيبه.

التعليقات مغلقة.

error: