تقرير: باج نيوز
(1)
كانت أبرز مخرجات اجتماع الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي بأديس أبابا يناير الماضي، الاتفاق على تشكيل لجنة برئاسة وزيري خارجية مصر والسودان ومدريري جهاز الأمن والمخابرات في كلا البلدين.
وها هو الاجتماع الأول أوشك على الانعقاد، فاليوم (الأربعاء) يغادر وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، ومدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا إلى القاهرة في زيارة رسمية تستغرق يومين في مسعى لنزع فتيل التوتر الذي تفاقم في الآونة الأخيرة، فهل يعود الوفد السوداني بعد انتهاء زيارته الأولى بأشياء جديدة، أم أن طبيعة العلاقة التي باتت معقدة، تُصعب من المهمة؟!
(2)
ولأن استمرار إقامة سفير السودان لدى القاهرة عبد الحليم عبد المحمود، في الخرطوم، دون العودة إلى مزاولة مهامه في العاصمة المصرية، يعد مؤشراً لبقاء التوتر، فإن صدور قرار العودة، يُعد أولى الخطوات العملية لإعادة الأمور إلى نصابها..
(باج نيوز) وقلة من الصحفيين، طرحوا سؤالاً على عبد المحمود حول تاريخ عودته، وذلك بعد اجتماع ضمه برئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، اليوم (الأربعاء).
عبدالمحمود قال إنه التقى رئيس المجلس الوطني ليناقش معه علاقة السودان ومصر حالياً، إضافة للاجتماع الرباعي الذي يعقد بالقاهرة غداً (الخميس) بين وزراء الخارجية ومدراء أجهزة المخابرات في البلدين، وتوقع عبدالمحمود أن يخرج اللقاء بخارطة طريق واضحة حول الإشكالات التي تعيق علاقة البلدين والتي استوجبت استدعاء السفير من القاهرة.
وأشار سفير السودان بمصر أن موعد عودته لمزاولة عملة بسفارة بلده بالقاهرة سيحدد بعد انتهاء الاجتماعات وقال بالحرف الواحد “سيتم إعطائي التعليمات للعودة في الوقت المناسب”.
(3)
مثلث حلايب كان الوحدة القياسية لمعرفة طبيعة العلاقة، فما أن يظهر هذا الملف على سطح الأحداث إلا وكان يُخبئ شيئاً ورائه..
خلافات ثنائية متقطعة تحدث بشأن سد النهضة الإثيوبي ومياه النيل، وتوترات إعلامية بين كلا البلدين لا تتوقف حتى بطلب من القيادة المصرية والسودانية.
وجاء تعاون الخرطوم وأنقرة في جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر، نهاية ديسمبر الماضي، ليشعل الخلاف ويفاقم الأزمة
الحشود العسكرية في حدود إريتريا –بدعم مصري- والتي اعتبرتها الحكومة السودانية أنها إستهداف لها كانت أحد أسباب تفاقهم الأزمة.
وليس أخيراً.. جاءت الأزمة الاقتصادية لتلقي بظلالها على البلدين بعد أن ضبطت السلطات السودانية عملات سودانية مزورة قادمة من معبر أرقين.
(4)
والمعلوم أن الخارجية السودانية قد استدعت سفيرها بالقاهرة الشهر الماضي دون إبداء أسباب واضحة للإستدعاء، غير أن مصادر رجحت أن يكون تدهور علاقة البلدين والحديث عن حشود عسكرية بإريتريا أحد أهم الأسباب.
ورفض عبدالحليم التعليق على سؤال الصحفيين حول ضبط عملة سودانية مزورة قيل إنها دخلت من مصر وقال: “اسألوا وزير الخارجية أنا زول دبلوماسي صغير”.
(5)
ومن المقرر أن يعقد الجانبان سلسلة من الاجتماعات، بهدف وضع خارطة طريق لمعالجة كافة الملفات والقضايا “لتأمين مسار علاقات البلدين”.
وأكد المتحدث باسم الخارجية السودانية قريب الله الخضر أمس (الثلاثاء) أن الزيارة هي ثمار موجهات القمة الثنائية التي جمعت الرئيسين البشير والسيسي على هامش القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا مؤخراً”.
وكانت الخارجية المصرية أعلنت أن القاهرة تستضيف الخميس المقبل اجتماعًا رباعيًا لوزيري خارجية مصر سامح شكري والسودان إبراهيم غندور، ورئيس المخابرات العامة السوداني محمد عطا والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة بمصر عباس كامل.
التعليقات مغلقة.