باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

البشير والسيسي.. هل رُفع الحرج؟

1٬329

 

الخرطوم: باج نيوز

 

على غير العادة تفاجأت الدوائر السياسية  الدولية بطول مدة الاجتماع الثنائي المغلق الذي دار بين الرئيس السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي، لجهة أنه يجيء عقب اجواء من التوترات والرسائل السياسية السلبية بين دولتين طالما تم النظر لهما أنهما دولة واحد..

المفاجأة كانت أن صاحب دعوة الاجتماع هو الرئيس المصري حيث حل ضيفاً على الرئيس السوداني في مساحة يرتفع عليها العلم السوداني على الاراضي الاثيوبية، وهو مطلب رئاسي مصري أسهم في تغيير الصورة النمطية في علاقة الخرطوم والقاهرة التي تتحدث عن حاجة الأولى للثانية..

بعيداً عن التصريحات المنمقة والعبارات الدبلوماسية الأنيقة في تلخيص لقاءات الدول ما بعد فترة التوترات، أصر عدد من الدبلوماسيين السودانيين في حديثهم لـ(باج نيوز) أنه كلما تزايد البرود والتهذيب في تصريحات ما بعد الاجتماعات، كلما كان  يعني ذلك أنها مشتعلة، وتتقلب أجندتها على صفيح ساخن..

وكشف مصدر عسكري رفيع مقرب من الرئاسة السودانية فضل حجب اسمه لـ(باج نيوز) عن أن اللقاء كان سانحة للرئيس المصري لاستعراض ما يوتر العلاقات بين البلدين وينعكس على كل منهما إقليمياً ويؤثر  على تحالفاتهما في المنطقة، مؤكدا أن مطلب الرئيس السيسي جاء في هذا التوقيت لجهة مناقشة الرئيس البشير في القضايا التي تكفل له تحقيق اختراق يعزز موقفه السياسي أمام الداخل المصري.

حرج وصعوبة موقف الرئيس السيسي داخليا بحسب المصدر العسكري الرفيع، دفعته بأن يكون مباشراً في عرض ما يريد من الرئيس البشير، ولخص المصدر مطلب السيسي في التخفيف من الضغط السياسي عليه بفعل تحركات السودان، واضاف: السيسي أقدم على العديد من الخطوات كرد فعل على خطوات الخرطوم مثل دعوة روسيا لبناء قاعدة عسكرية روسية عقب زيارة البشير إلى موسكو وما أثير حول إستقدام قاعدة روسية في البحر الاحمر.

واعتبر المصدر أن اتفاقات الخرطوم الثنائية مع انقرة أثارت القاهرة لما يعنيه ذلك للأمن القومي المصري حال كانت هناك نوايا تركية لانشاء قاعدة عسكرية.

واكد المصدر أن التحركات الخارجية للخرطوم أوضحت مواضع الخلل في تعامل القيادة المصرية واستهتارها بالسودان، الأمر الذي يجعل مجاراة تلك التحركات أمرا مكلفا ولاهثا للانفاس، واضاف: السيسي يبحث عن نصر سياسي سريع يستعيد به التوازن وهو ما يتجلى في تعزيز العلاقات الاهم في تاريخ مصر أي مع السودان لجهة أن سياساته أحرجته حاليا أمام النخب والمراقبين المصريين ناهيك عن الشارع المصري.

وقطع المصدر الرفيع أن كل ذلك أسهم في إضعاف  السيسي أمام المجتمع الداخلي خصوصا في ظل موقف السودان الأقوى سياسياً، لذا كان يريد الاستعانة بالبشير لتأمين موقفه ووضعيته.

وأكد المصدر أنه في المقابل كان المطلب السوداني موحداَ في حلايب كقضية مركزية وما يتبعها من تصعيد إعلامي، متوقعا أن يشهد ملف حلايب في غضون الفترة القادمة مفاجئة غير متوقعة.

 

التعليقات مغلقة.

error: