سودانيين بليبيا.. تعذيب ينتهي بدفع الفدية أو الموت
الخرطوم: باج نيوز
أثار شريط مصور “فيديو” يُظهر تعرض سودانيين لتعذيب عنيف من قبل مسلحين في ليبيا للضغط على أهاليهم والحصول على فدية مالية، غضب مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في السودان.
و كشف الفيديو، الذي تحصل “باج نيوز” على نسخة منه، الطرق الوحشية التي عذب بها الشباب السودانيين، كالجلد والصعق بالكهرباء وحرق أجسادهم بينما هُم عراة يفترشون الأرض.
ويكشف مقطع 6 شباب نصف عراة على أجسادهم آثار تسلخات، بعد أن تعرضوا للضرب. ويطلب منهم أحد المسلحين الإستلقاء على ظهورهم فتظهر وجوههم للكاميرا، وهو يوجه لهم السباب والشتائم.
أما المقطع الثاني فيظهر عملية تعذيب بشعة، إذ يتم حرق أنبوب بلاستيكي على ظهر مهاجر عارٍ تماماً. ويبيّن الفيديو البلاستيك الحامي الذي يسيل ويستقر على ظهر المهاجر وهو يصرخ من شدة الألم.
وناشد السودانيين –الذين تعرف عليهم ذويهم- أسرهم بتحويل مبالغ مالية لإنقاذهم من العصابة، فيما بعث عناصر العصابة، شريط الفيديو إلى ذوي الرهائن وهم في حالة سيئة يطالبون بالإسراع في دفع الفدية.
وقال أحد الشباب “بابكر حول الفلوس، نحنا بنموت”، فيما قال آخر وهو يُعذب “ياجماعة حولوا الفلوس، بيعوا البيت”.
بالمقابل، شكك ناشطون، في الفيديو وقالوا إنه غير حديث ويعود للعام 2011، قبل أن يتعرف عليهم البعض بالأسماء وأكدوا أنهم سودانيين من دارفور، كما أن لهجتهم تؤكد ذلك.
وأكدت مفوضية تابعة للإتحاد الإفريقي، إن مقاطع الفيديو، المتداولة لسودانيين يتم تعذيبهم في ليبيا “حديثة”، وأعلنت فتح تحقيق بشأنها.
وقالت مفوضة الشؤون الاجتماعية بالإتحاد الإفريقي، أميرة الفاضل، إنها تمكنت من إعادة أكثر من 8000 مهاجر أفريقي إلى بلدانهم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية من بينهم 129 سودانيا، بعد انتشار فيديوهات بيع الأفارقة في ليبيا.
وبدأ ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي، الإتصال بذوي ضحايا التعذيب في السودان ومحاولة الاتصال بقيادات العصابة لإطلاق سراحهم.
وقال الناشط، نبيل شكور –المقيم بدولة الإمارات- إنه أجرى إتصالاً هاتفياً مع أحد ذوي الرهائن المحتجزين في ليبيا، وأضاف “تحدثت هاتفيا مع إبن خالة احد الشابين اللذان تم تعذبيهما في ليبيا، العصابة الليبية منحتهما مهلة تنتهي خلال ساعات لدفع الفدية، وفِي حالة عدم الدفع، سيتم التخلص منهما بالتصفية الجسدية.”
وكتب شكور في صفحته على “فيسبوك” أنه تلقى مساهمات مالية من سودانيين في الخليج لإنقاذ الشباب من قبضة العصابة.
فيما كتبت الناشطة سُلافة سعد، إن دفع الفديه للشباب المحتجزين في ليبيا “كان خيار خاص بأهاليهم، ليس لنا فيه أي قول وهو خيار مشروع تماماً، ومن غير الاخلاقي اننا نطالبهم بالعكس أو نقف ونتفرج عليهم”.
وذكرت على صفحتها بفيسبوك، أن المبلغ الكلي المطلوب من الشباب الأربعة ” ٥٥٠ الف جنيه سوداني، وليس ١٢٠ الف كما تردد”.
ودعا رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لتنظيم وقفة إحتجاجية أمام سفارة ليبيا، للتنديد بتعذيب السودانيين في ليبيا.
وسبق أن، أثار تقرير لقناة “سي إن إن” الأميركية حول بيع أفارقة مهاجرين غير نظاميين في أسواق ليبية كرقيق ردودَ فعل غاضبة محليا ودوليا.
التعليقات مغلقة.