الخرطوم: باج نيوز
كل يوم يقدم الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بل ينثر من شخصيته نشيد، تصنع سيرته الخالدة الجدل، وتختلط بآلاف الحكايا كلما لاحت في مناسبة، مثلما حدث في حفل إحياء ذكراه قبل يومين، حيث اندغمت فيها ذكرى رحيله مع مستجدات السياسة، وواكب معجبيه الأحداث، وبما أن (الحوت) جزء أصيل من المكون الإبداعي للشعب السوداني، فكان لابد أن يثير الجدل مرة تلو الأخرى.
ظل الراحل عصياً على مداهنة السلطة وبعيداً عن معترك السياسة، وظل البعض يطارده منذ أن بلغت نجوميته المجد وحتى قبل وفاته أملاً في ترويضه لمصلحة حزب دون آخر لأجل الاستفادة من جماهيرته الكاسحة، لكن محمود تمرد على رغبات الجميع وظل وفيا لمشروعه الفني دون غيره ليجتمع حول عدد من مختلف جهات السياسة والفكر.
مع الحدث
ما حدث في الذكرى الخامسة لرحيل الحوت بإستاد الخرطوم كان إحدى المحاولات الجادة في توظيف طاقات (الحواتة) الشبابية في دعم المشروع السياسي، فقد توافد الملايين الذين يعادلون حجم حزب سياسي ضخم من روابط معجبيه من الخرطوم والولايات لشيخ الاستادات للاحتفال بملهمهم وهم يرددون شعارات (نحن حافظين لودادك، الجان ملك السودان، ابقوا الصمود) وغيرها، ةكان كل املهم استعادة الذكرى والتغني بروائعه، لكن اللافت ان الحاجة فائزة محمد طاهر والدة الراحل وبعد ان شكرت جمهور محمود على وفائه النادر للراحل ودعته للترابط والتكاتف والحفاظ على التميز، اعلنت خلال الحفل تأييدها باسم (الحواتة) لتعديل الدستور وترشيح رئيس الجمهورية الفريق عمر حسن احمد البشير لولاية جديدة، كما ان مساعد اول رئيس الجمهورية مولانا محمد الحسن الميرغني الذي شرف الاحتفالية وعندما ترجل من المقصورة لالقاء كلمته قابله (الحواتة) بهتافات علي شاكلة (بره ، بره) في اشارة لعدم رضائهم من مشاركته في الاحتفال الذي خصص بالكامل لإحياء الذكرى كما درج على تنظيمه سنوياً وليس للخطب السياسية التي تمضي في اتجاه استمالتهم، ليرسل (الحواتة) رسالة واضحة لجميع الأحزاب السياسية مفادها انهم ماضون في طريق ملهمهم الفني.
تداعيات ما حدث
في الأثناء وجد حديث والدة محمود الرفض من قبل مجموعة أقمار الضواحي لتعارضه مع الهدف الأساسي للمناسبة، لتصدر المجموعة بياناً ضافياً لجمهور الراحل أعلنت من خلاله تبرؤها الكامل مما دعت له الحاجة فائزة، واعتبرت ما قامت به لا يعبر إلاّ عن شخصها فقط، واكدت احترامها لها ولأسرتها، ورأت أنها لا تمتلك السلطة اللازمة لإيقاف نشاط المجموعة، وكانت الحاجة فائزة توعّدت بإيقاف نشاط المجموعة وعدم الاعتراف بها ودعمها باسم الأسرة لمجموعة (محمود في القلب) حيث أضاف البيان : نؤكد أن (الحواتة) لا يعبرون عن أي توجهات سياسية، وإنما يمثلون واحدة من أكبر الكيانات الشبابية التي تعبر عن نبض الشعب بكل تنوُّعه وتباينه، رافضين المُتاجرة باسم (الحواتة) في أي مشروع لا يُعبِّر عن تُطلعات السودانيين.
بعيدا عن الاحداث التي شهدتها ليلة الاربعاء استعاد “الحواتة” التمريرات الذكية لألحان الحوت من استاد الخرطوم، كانت مباراة جميلة مكتنزة بمهارات الحواتة الذين أدهشوا الناس مثلما تفعل روابط “الألتراس.
التعليقات مغلقة.