حديثنا الْيَوْمَ لن يسعد اليمين ولا اليسار .. فالأول هذه الايام لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب .. ذات مرة قال الراحل غازى سليمان بسخريته اللاذعة .. ( الجماعة ديل لو قلت ليهم عايز ابقي ليكم جزمة يقولو ليك ما بتنفع نحن عايزين مقاس حداشر و انت مقاس عشرة ) .. رحم الله غازى سليمان .. اما الحوار العفوى الذى دار بين صديقى ياسر يوسف وزير الدولة للإعلام وزميلي فيصل محمد صالح ذات مزحة .. فقد ختمه فيصل بقوله ( يعني الموضوعية أنى اكتب لصالح الحكومة ..؟ ) فكانت اجابة ياسر بالإيجاب ..! اما اليسار فيرانى يمينيا متخلفا اناهض تطلعات الجماهير .. سيما وان بيني وبين بعض هذا اليسار ما صنع الحداد .. غير ان العزاء بالنسبة لي أننى لا اكتب لهذا ولا لذاك .. بل اكتب لقارىء يقرأ بموضوعية .. دون ان يرفع لافتة يستظل بظلها .. او ينصب لى لافتة لا يراني الا من ثقوبها .. قارىء يحترمني بقدر ما احترمه .. فإن حدت عن هذا فهو الاقدر على محاكمتى ..!
قلت من قبل وأعيد الْيَوْمَ .. لو كنت مكان الحكومة .. وتحديدا الجهاز السياسي .. وغيره من الأجهزة ذات الصِّلة .. لسعيت ما وسعتني الحيلة .. لمنح الحزب الشيوعي السوداني وسام التحول الديمقراطي .. فالحكومة واجهزتها تتحدث منذ سنوات طويلة عن التحول الديمقراطي مرة .. وعن الديمقراطية التى ينعم بها السودانيون مرات .. وحين يتلفت المراقب بحثا عن تطبيق لهذه الشعارات علي الارض .. لا يجد غير الميدان .. الصحيفة السياسية الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني .. فهذه حقيقة رضى من رضى وابي من ابي .. فان تسمح حكومة لالد خصومها بإصدار صحيفة ناطقة باسمها وهى الاشرس مواجهة .. فهذه تحسب لهذه الحكومة لا عليها .. كما انها تحسب للحزب الشيوعي الذى جسد اصرارا عاليا على الاستمرار في المواجهة السلمية .. وهى خطوة تحسب له لانه كحزب قرر الاستثمار في كل حقوقه التى كفلها له الدستور .. رغم تضييق القوانين وتعسف الممارسة .. ولان الحزب الشيوعي قد اهدى الحكومة .. غير الديمقراطية .. ملمحا ديمقراطيا .. كان من رأيى ان يمنح وساما ..!
فهل أخذت الحكومة بذلك ..؟ كلا بالطبع .. فبقدرما اجتهد الحزب الشيوعي فى المضي قدما فى ( مجاهداته ) السلمية .. فقد كانت الحكومة بالمرصاد .. والسلوك المضاد .. فالمسيرة التى دعا لها الحزب بالامس .. لتسير من ساحة الشهداء وحتى مقر حكومة الخرطوم .. لاحظ حرص الشيوعي علي الانضباط والاختصار والسلمية .. فساحة الشهداء ومقر حكومة الخرطوم يقعان علي خط مستقيم .. شارع الجامعة ..والمسافة بين النقطتين لا تتجاوز التسعمائة متر فقط .. اى اقل من كيلومتر واحد .. حيث تسهل السيطرة والتحكم والتأمين .. اما مناهضة الغلاء وضرورة تخفيف اعباء المعيشة على المواطن فقد طالب به السيد رئيس الجمهورية بنفسه والبرلمان .. بل وجل أعضاء الحكومة .. إذن حين جعل الشيوعي محاربة الغلاء شعارا لمسيرته السلمية التى تم فضها بالامس باستخدام العنف المفرط .. لم يكن قد خرج عن الملة ..!
كان يمكن للمسيرة ان تبدأ و تنتهى وتحقق أهدافها خلال ساعة من الزمان .. عوضا عن انشغال الخرطوم سحابة نهارها بمظاهرة الحزب الشيوعي .. وايا كان الذي حدث بالامس فقد سجل الحزب الشيوعي نقطة اخرى في مرمي الحكومة .. فاستحق وساما آخر ..!
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.