:: ( نفوه).. كان من الأخبار التي يمكن وصفها بالـ(حلو مًر)، وكان نصها ما يلي : أكدت مصادر أن وزير الخارجية إبراهيم غندور استقال من منصبه الأسبوع الماضي، وقبل رئيس الجمهورية الاستقالة، وهذا ( حلو).. ولكن تراجع غندور – عن الاستقالة المقبولة – عقب وساطة قادتها بعض القيادات العليا، وهذا (مر).. ما كان عليه أن يتراجع، وأن في استقالته – أو إقالته – خير للدبلوماسية السودانية.. وعلى سبيل المثال، كما تعلمون، منذ أشهر، وتحت سمع وبصر وزارة الخارجية السودانية، تتبادل إريتريا ومصر الزيارات و (اللقاءات المفيدة) .. !!
:: كانت البداية على مستوى وزارة خارجية البلدين، ثم تطورت إلى لقاء الرئيسين أفورقي والسيسي .. ويوم الخميس الفائت، عندما سألتني قناة عربية عن زيارة الرئيس أفورقي إلى القاهرة، أفسدت عليها الإثارة متسائلاً : وما الذي يمنع أفورقي أو غيره عن زيارة القاهرة ؟، ثم قلت : مصر دولة ذات سيادة في القارة الإفريقية، وكذلك إريتريا، ومن حق الدولتين بناء علاقات ثنائية تحقق مصالح الشعبين الإريتري والمصري، وعلى الحكومة السودانية عدم التوجس، وكذلك عليها ألا تحارب التقارب المصري الإرتيري بالمخابرات والإعلام، أي كما تحارب مصر – بمخابراتها وإعلامها – تقارب السودان مع الآخرين..!!
:: والمهم.. في اليوم التالي لرفع أمريكا الحظر الاقتصادي عن السودان، كتبت ما يلي بالنص : رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني ثم دول الخليج وإثيوبيا، هي الجهات التي صنعت (الحدث السعيد).. أما وزير الخارجية إبراهيم غندور، وهو يملاً الإعلام صخباً وضجيجاً، فإن دوره في رفع العقوبات الأمريكية لا يختلف كثيراً عن دور المحامي الذي فرح عندما حكم القاضي على موكله المدان بالإعدام شنقاً، وعندما سأله موكله بدهشة : (كمان فرحان؟)، رد عليه بثقة : (علي الطلاق لو ما أنا القاضي دا كان قطعك حتة حتة)..!!
:: وقلت إن دبلوماسية غندور أوهن من أن تحل قضية ورثة يختلف فيها (أولاد عم)، ناهيكم بأن تحل أزمات السودان الإقليمية والدولية.. إذ هي دبلوماسية خاملة وخالية من روح المبادرة، وكأن المراد – بهذه الوزارة والوزير – إكمال ملامح الدولة ونصاب مجلس الوزراء.. وعلى سبيل المثال الراهن، هل يذكر أحدكم متى زار إبراهيم غندور إريتريا التي يزورها سامح شكري وزير الخارجية المصرية كل ثلاثة أشهر؟.. هكذا نهج وزارة الخارجية في عهد غندور، وزارة خاملة وكسولة .. لأن وزيرها ليس من المبادرين ولا يتحلى بروح المبادرة، ثم يغضبها مبادرات الآخرين لحد تقديم الاستقالة (المنفية)..عفواً، طرحت سؤالاً عن تاريخ آخر زيارة لغندور إلى إريتريا.. (مايو 2014)، وكان يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية.. !!
:: و منذ أن آدى القسم – وزيراً لخارجية حكومة الحوار الوطني – لم يبادر غندور بزيارة الدولة الجارة التي تبعد بضعة أمتار عن (كسلا).. ولو راهن السودان أو إريتريا على دبلوماسية غندور، لصار حال البلدين كحال (داحس والغبراء).. ولكن، كما أخرجت البلاد من براثن التحالفات ومخاطرها إلى رحاب (كل دول العالم)، فإن الدبلوماسية الرئاسية قادرة على ترسيخ علاقة الإخاء والمصالح المشتركة مع (إريتريا وإثيوبيا).. ولقد أحسن رئيس الجمهورية عملاً باختيار الدكتور الجاز لإدارة ملف العلاقات مع الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ثم أخيراً تركيا.. أي كما كان الفريق طه عثمان يملأ الفراغ سابقاً، فإن الدكتور عوض الجاز سوف يملأ الفراغ حالياَ .. !!
التعليقات مغلقة.