موازنة 2018.. أزمات وإشاعات

لخرطوم: باج نيوز
أزمات وإشاعات تلاحق الوضع الاقتصادي في السودان منذ إعلان موازنة عا 2018

(1)

تعود الحكاية إلى ما قبل إيداع الموازنة منضدة البرلمان، حيث تسرب خبر أن زيادة الدولار الجمركي سترتفع إلى 300%  ولم يخرج عن كونه إشاعة، لكن جاءت بعد ذلك التاكيدات ليدخل الاقتصاد السوداني في أول أزمة له بعد أن إرتفعت أسعار السلع الإستهلاكية إلى مستويات متغيرة وغير مسبوقة قبل إجازة الموازنة من البرلمان السوداني.

(2)
لم يقف الامر إلى هنا بعد إجازة الموازنة ظهرت بوادر أزمة في الخبز وأغلق عدد كبير من المخابز أبوابه،  وقتها لم تعلن وزارة المالية رسمياً رفع الدعم عن القمح إلى أن كشفت عنه المطاحن الرئيسية في السودان، عندما أعلنت عن إرتفاع أسعار جوالات الدقيق من 165 جنيه إلى 450 جنيهاَ ومن ثم أعقبه بيان من إتحاد المخابز برفع أسعار الخبز.

(3)

المواد البترولية الأخرى لم تبتعد من دائرة الأزمات والإشاعات من خلال وجود أخبار عن إتجاه الدولة لزيادة أسعار البنزين والجازولين ووجدت هذه الأخبار رواجاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي وتزامناً مع هذه الشائعة عاشت العاصمة القومية بمحلياتها الثلاث أزمة جازولين في عدد كبير من محطات الوقود بمختلف الأنحاء وباتت ظاهرة إصطفاف المركبات أمام المحطات لساعات طويلة فضلاً عن أزمة المواصلات مشهداً روتينيا للمواطن.

(4)
ولم تجد وسائل الاعلام إجابتها عن أسباب الأزمة خلافاً لتصريح جاء على لسان وزير الدولة بوزارة النفط سعد الدين بشرى، يؤكد فيه عن زيادة (1800) متر مكعب من الجازولين لمقابلة الاستهلاك، حيث وجه إدارة الإمداد بضخ كميات إضافيه وتوقع إنجلاء الأزمة كلياً.

(5)
وخلال الأيام القليلة الماضية ظهرت أخبار أخرى عن تخفيض وزارة المالية قيمة الدولار الجمركي من 18 جنيهاً إلى 9.5 جنيهاً بعد عزوف المستوردين عن تخليص بضائعم بميناء بورتسودان نتيجة لعجزهم عن تسديد الرسوم الجمركية غير أن الخبر تضاءلت حظوظه في المصداقية وأصبح مجرد إشاعة بعد أن اجتمع إتحاد أصحاب العمل ودفع بمذكرة إلى رئيس الجمهورية لإعادة النظر في قيمة الدولار الجمركي الجديد.

(6)

ويرى مراقبون أن الضبابية القائمة بالوضع الاقتصادي وعدم إعلان وزارة المالية عن تفاصيل الموازنة بدقة هيأ المناخ لبث الاشاعات وتمريرها عبر المواقع الاسفيرية.
وحذروا في حديثهم لـ(باج نيوز) من إستمرار الوضع على ماهو عليه في ظل صمت المؤسسات الاقتصادية أمام سيل الإشاعات الجارف مؤكدين إلى أن للأمر إثاره السلبية على الوضع الاقتصادي العام خاصةً حيال جذب الاستثمارات الاجنبية.