السخرية من الوضع الإقتصادي.. هل منح الشارع بعض الراحة؟!

الخرطوم : باج نيوز

هل بدأ السودانيون تدشين نوع جديد من المقاومة عبر إنتهاج (السخرية) لما يدور حالياً في بلادهم؟

فعقب إعلان الحكومة ميزانية العام 2018 بأرقامها التي وصُفت بالكارثية على حياة الناس، اعتبر البعض أن السياسات الإقتصادية الجديدة ما هي إلا طريق يؤدي إلى الإنهيار والإفقار..

لذا ربما جاءت الخطوة الأخرى المتمثلة في مقاومة الإجراءات من أجل المحافظة على العيش والحياة، ليبرز سؤال، كيف كانت المقاومة خلال الأيام الماضية؟
ففي الوقت الذي كانت المخابز تعلن فيه عن بيع الرغيفة بجنيه كان السودانيون ينخرطون في موجة سخرية منقطعة النظير مما سيحدث، كما كانوا يتسابقون في تأليف النكات وتركيب الصور في وسائط التواصل الإجتماعي، كما أن السخرية لم تتوقف مطلقاً من إرتفاع أسعار وقرار ولاية الخرطوم بحظر إستخدام أكياس البلاستيك، كما تناول الساخرون أيضاً في جدالهم (صفقة) نواب البرلمان في إجازة الميزانية وبالطبع لم يسلم من سخريتهم ساعتها قيادات الحكومة والوزراء ولم تنج منها حتى المعارضة.

سكاتكم شين
عقب إجازة البرلمان لإستراتيجية الدولة الإقتصادية للعام الجديد إنخرطت قوى المعارضة في نشاط محموم في كتابة بيانات الشجب والإدانة واعلان مقاومة هذه القرارات..

بعض هذه القوى انطلقت في تعبئة جماهيرية في الشوارع تدعوا الشعب لمقاومة السلطة والعمل علي إسقاطها وجاءت ردة الفعل الحكومية مثلما اعتادتها المعارضة حيث قامت بإعتقال عدداً من قياداتها كاجراء إحترازي لكن ذلك لم يمنع بعض المواطنون من ممارسة سخرية على المعارضة عبر تدشين هاشتاق اطلقوا عليه (سكاتكم شين) في إشارة لحالة عجز المعارضة عن إتخاذ موقف يتوائم مع مطلوبات المرحلة.

ضيق اقتصادي
يرد أستاذ الإجتماع السياسي ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين عوض أحمد سليمان في حديثه لـ(باج نيوز) بروز ظاهرة السخرية الشعبية مما يجري لحالة الضيق الإقتصادي الذي يعاني منه الجميع حيث لا تعدو الظاهرة سوى كونها حالة (تنفيس) عن الضغوط التي يعاني منها الناس.

وفيما يشبه حالة من الاتفاق فإن لجوء السودانيون لخيار المقاومة عبر (السخرية) افترضته حالة الرهق والتعب بفعل الإجراءات الجديدة، والتي زادت من فعالة الجنوح نحو السخرية في وسائل التواصل الإجتماعي، والذي كان أحد دوافعه أيضاً إقتناعهم بعدم جدوى الفعل المعارض الذي ينتقل من فشل نحو آخر..

يقول أحد الشباب قد لا تغير (السخرية) من الواقع شيء ومؤكد لن تكون سبباً في إعادة الرغيفة لسعرها القديم ولكنها تمنح صاحبها بعض الراحة.