بعد تفاقم الحالة الاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار (الما عارفين حدو متين) ووصول سعر (الرغيفة الأليكترونية) إلى جنيه (ألف جنيه) وما صاحب الموزانة الجديدة من (زيادات) في السلع الضرورية يصرح وزير المالية (دون خجل) بأن عدم يقيننا هو سبب مشاكلنا، شأنه شأن كثير من رموز النظام والمنتفعين وبعض رجال (نظام الدين) الذين أحسوا بالخطورة وحاولوا جاهدين دعوة الناس للصبر (وشدة وح تزول) وأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وكل ذلك بالطبع من المسلمات التي يعلمها كل مسلم عاقل بالغ رشيد، لكنهم وهم يطابوننا بالصبر واليقين لم يتحدثوا عن (الفساد) الذي ملأ الأرض والبحر والجو والثراء الفاحش الذي أصاب (أصحاب شنط الحديد)، ولم يقارنوا لنا ذلك بعفة الصحابة وضربهم المثل في تفقد الرعية والحنو عليها والاطمئان على أحوالها وإقامة العدل بينها.
إنظروا إلى أقوال القوم ونحن في هذه (الزنقة) التي لا يعلمها إلا الله:
• (إن الأرزاق لا ينقصها ولا يزيدها إنخفاض أو ارتفاع الدولار لأنها مكتوبة عند الله الذي لا تنفذ خزائنه).
• (لا تجزعوا من ارتفاع الأسعار والإجراءات الإقتصادية)
• (لا تربطوا حياتكم بارتفاع الأسعار أو الآثار السالبة للإجراءات الاقتصادية)
• (إن ارتفاع سعر الدولار أو إنخفاضه، وارتفاع المحروقات والجازولين، ليس مرتبطاً بأرزاق الناس).
• (يجب الاستعانة بكثرة الاستغفار لتجاوز الأزمة الطاحنة التي تعيشها البلاد)
كما إستمعوا إلى خطيب أحد مساجدهم يقول:
أيها الناس: إن الله هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء. وأن الصبر على القضاء والقدر أقل درجات الصبر فالأعلى درجة هو الصبر على الطاعات، فالصبر على المعاصي، ثم الصبر على القضاء والقدر
تتكاثر الآن مثل هذه التصريحات و(الخطب)، وربما تجدها بوفرة على شبكات التواصل الإجتماعي وذلك من أجل تخدير الناس بالحديث عن إنو الحاصل ده هو نوع من قضاء الله وقدره، وأن الأرزاق بيد مالك الخزائن القادر على إنزالها عليهم، فلا يأبهوا إذا صارت (الرغيفة) بجنيه (ألف جنيه) أو أسطوانة الغاز بمئتي جنيه (200 ألف) أو إن تضاعفت أسعار (تذاكر) المواصلات أو بقية السلع الضرورية بعد أن وصل الدولار الواحد حوالي الثلاثين ألف جنيه!
في ظل المحاولات المستميته لتهدئة (الشعب الفضل) بعد أن صار معظمه يمشي (على عجل الحديد) يحاول كل مرتزق من السلطة الإكثار من تسبيب (الحالة الوصلنا ليها دي) بالحديث عن القضاء والقدر والرضى بالأرزاق المقسومة متجاهلاً تماماً عن عمد وسبق إصرار أن يعزي هذه الحالة من المعاناة التي يعيشها الناس إلى (أسباب موضوعية) تتلخص في السياسات الخاطئة وسوء الإدارة والفساد (المفتشر) وغياب العدل والمحاسبة وعدم سيادة القانون.
إن الإسلام الذي نعرفه يربط ربطاً وثيقاً بين الأرزاق وفلاح الأمم وصلاح أعمالها وطهر (حكامها) ويرى أن السعي لتحسين الحال لا يكون بالصبر وحده أو الإرتهان للواقع المخزي بل بالرجوع إلى الحق وإقامة العدل ورفض الظلم وإجتثاث الفساد.
لم يدع سيدنا علي كرم الله وجهه إلى الصبر والإستكانة والخنوع وإنو (القصة قضاء وقدر) عندما تصبح المسألة جوع و(أكل وشراب) بل قال قولته المشهورة (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه)، ولم يبرر الفاروق بن الخطاب (رضي الله عنه) ولم يجد العذر للحكام أن جاعت شعوبهم أن يبقوا على كراسي السلطة بل قال: (ولينا على الناس نسد جوعتهم ونوفر حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم)، (مش كده وبس) فقد طرب رضي الله عنه حينما قال في المنبر “إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني” فقيل له: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا، فرد قائلاً: الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوّم عمر بسيفه، وما كان أسهل عليه رضي الله عنه أن يعزي الخطأ للقضاء والقدر كما يفعل القوم الآن!
ولم يتوقف الخليفة العادل عن تبيان العلاقة بين الحاكم والمحكومين عندما يشتد الغبن عليهم إذ قال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فيّ إن لم أسمعها، وهذه دعوة صريحة للمواطنين أن يجهروا بالقول إن عجزت الدولة عن إزالة الجوع وها نحن نجهر بالقول أن (مليون جنيه) رغيف في (الشهر) لأسرة متوسطة (بدون غموس) هذا أمر لا يحتمل ولا طاقة لمعظم المواطنين به.. (طبعن المواطنين الما حرامية)!
كسرة:
إنتو عاوزين الشعب ده يصبر لحدت الرغيفة تبقى بي كم مثلاً؟ عشان نعرف بس!!
•كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و)… (ليها خمسة شهور)
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 94 واو – (ليها سبع سنوات وعشرة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 53 واو (ليها أربعة سنوات وخمسة شهور)>
______________
*الجريدة
التعليقات مغلقة.