باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مصطفى‭ ‬أبو‭ ‬نورة :مقاعد

بساطة معقدة

594

‬أو‭ ‬قل‭ ‬قاعد‭ ‬ربح‭.. ‬ظلت‭ ‬المفردة‭ ‬مطيلة‭ ‬المكوث‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬قيد‭ ‬أنملة،‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ريع‭ ‬ليها،‭ ‬كدينار‭ ‬يستكن‭ ‬في‭ ‬حواف‭ ‬الجيوب‭ ‬والعدم‭.. ‬ربح‭ ‬كدا‭ ‬وهمي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الوجود‭. ‬تغض‭ ‬بذا‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الربح‭ ‬ابن‭ ‬شرعي‭ ‬لكد‭ ‬وتعب‭ ‬مضنيين‭.‬

‭- ‬متجاهلا‭ ‬ذلك‭ ‬المعنى‭ ‬الفرنجي‭ ‬المسودن‭ (‬ركلسة‭) ‬الكلمة‭ ‬ليست‭ ‬سيئة‭  ‬أو‭ ‬قبيحة‭  ‬ف‭ ‬Relax‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬عند‭ ‬الفرنجة‭ ‬الاسترخاء‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬يهبون‭ ‬اليه‭ ‬عند‭ ‬اللزوم‭.. ‬على‭ ‬غير‭ ‬الركلسة‭ ‬المعنية‭ ‬هنا‭.. ‬تماماً‭ ‬عندما‭ ‬تعنون‭ ‬فضائية‭ ‬سودانية‭ ‬أحد‭ ‬برامجها‭ ‬بـ‭ (‬مانيشيتات‭ ‬سودانية‭) ‬،‭ ‬الـ‭ ‬مينشيت‭ ‬والعناونين‭ ‬الرئيسية‭ ‬تحاك‭ ‬وتفصل‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يتداول‭ ‬عند‭ ‬العامة‭ .. ‬فغردون‭ ‬الكلية‭ ‬تصبح‭ ‬جامعةً‭ ‬للخرطوم‭ ‬يلمع‭ ‬طوبها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ولا‭ ‬يصدأ‭ ‬أبداً‭.‬‭ ‬ولا‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬الفرنجة‭ ‬من‭ ‬شي‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬شارع‭ (‬المين‭).‬

‭- ‬عالم‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬يضج‭ ‬حوله‭ ‬بالأحداث،‭ ‬بينما‭ ‬أنت‭ ‬قاعد‭ ‬في‭ ‬مقعد‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬كريز‭ ‬ينهب‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬جاكسون‭ ‬عابراً‭ ‬كبري‭ ‬الفتيحاب‭ ‬بسرعة‭ ‬الصاروخ‭.. ‬وانت‭ ‬مستكناً‭ ‬في‭ ‬قعدتك‭ (‬لا‭ ‬يميلك‭ ‬الرقص‭) ‬أو‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سيف‭ ‬الجامعة‭. ‬سائلاً‭ ‬قائد‭ ‬الفردة‭ ‬وهو‭ ‬يعبر‭ ‬المنحنى‭ ‬الخطير‭ ‬عقب‭ ‬نزوله‭ ‬من‭ ‬الكبري‭: ‬شايف‭ ‬الشارع‭ ‬ده‭ ‬كويس؟‭.. ‬سرعتك‭ ‬دي‭ ‬زيادة‭ ‬لو‭ ‬زول‭ ‬قطع‭ ‬الشارع‭ ‬بتكتلو‭. ‬

‭- ‬شايف‭ ‬يا‭ ‬حبيب‭.. ‬أصلا‭ ‬مافي‭ ‬زول‭ ‬بقطع‭ ‬الشارع‭ ‬زي‭ ‬الوقت‭ ‬دا‭.‬

‭- ‬يستوجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لله‭ ‬ركعتين‭ ‬حمداً‭ ‬وشكراًً‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوصول‭ ‬عقب‭ ‬كل‭ ‬نزول‭.‬
قعاد‭ ‬الضللة

‭- ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬القعدة‭ ‬في‭ ‬أولها،‭  ‬أجراس‭ ‬الكبابي‭ ‬تكشكش‭ ‬ليدور‭ ‬السكر‭ ‬فقط،‭ ‬فيساط‭ ‬عُمر‭ ‬بتمامه‭ ‬في‭ ‬نوافيخ‭ ‬الجُلاس‭ ‬وأدمغتهم،‭ ‬زمان‭ ‬كنا،‭ ‬وعملنا‭ ‬وسوينا،‭ ‬وهنا‭ ‬كان‭ ‬الشاعر‭ ‬الفرتكاني‭ ‬يلوذ‭ ‬بهذه‭ ‬المظلة‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الكبير،‭ ‬وفوق‭ ‬هذا‭ ‬اللستك‭ ‬العتيق‭ ‬نقرض‭ ‬الشعر،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬الحوار‭ ‬نبرة‭ (‬قعيد‭) ‬الكلام‭ ‬المقعر،‭ ‬عارف‭! ‬القصة‭ ‬دي‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬رواية،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سرد‭ ‬سرد‭ ‬بس،‭ ‬ما‭ ‬تجيب‭ ‬سفة‭!.. ‬بهرام‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬ينفجر‭ ‬ضاحكاً‭.. ‬عارف،‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬يصرف‭ ‬على‭ ‬الادباء‭ ‬من‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬ليتفرغوا‭ ‬إلى‭ ‬الأدب‭ ‬والغواية،‭ ‬والقعدة‭ ‬لسة‭ ‬مدورة،‭ ‬أكياس‭ ‬السعوط‭ ‬والمثقفاتية‭ ‬يتمبكوا‭ ‬تماااام‭ ‬ليظبط‭ ‬دماغ‭ ‬الكيف‭ ‬جمهورية‭ ‬وجمري‭.‬
ما‭ ‬علينا

‭- ‬بل‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬فعلا‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬يكثير‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يعنينا‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفيق‭ ‬من‭ ‬سبات‭ ‬هذا‭ ‬الشتاء‭ ‬الطويل‭ ‬ونسنشر‭ ‬سخونة‭ ‬أخطارا‭ ‬محدقة‭.. ‬خطر‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قاعدين‭ ‬ربح‭ ‬ساي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الكبير،‭ ‬خطر‭ ‬اغفالنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬مواقفاً‭ ‬تجاه‭ ‬الأشياء‭.. ‬موقفك‭ ‬تجاه‭ ‬نفسك‭ ‬ومستقبلك‭ ‬والقضايا‭ ‬الدائرة‭.‬

‭- ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أصابع‭ ‬تتفافز‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الكيبورتات‭ ‬من‭ ‬فيس‭ ‬بوك‭ ‬إلى‭ ‬واتساب،‭ ‬فينسيك‭ ‬ذلك‭ ‬مهمة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬كونك‭ ‬مخلوق‭ ‬لإعمار‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬لا‭ ‬متفرج‭ ‬كبيراً‭ ‬ربحاً‭ ‬تالفاً‭ ‬تلقي‭ ‬بالنكات‭ ‬الرخيصة‭ ‬على‭ ‬الغلاء‭ ‬والأسعار‭ ‬وتنام‭ ‬ملئ‭ ‬الأجفان،‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬سخونة‭ ‬هذه‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬العباد‭ ‬والبلاد‭ ‬وتتوقف‭ ‬بها‭ ‬نزيف‭ ‬المطارات‭.‬

‭- ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬معنى‭ ‬للربح‭ ‬التالف‭ ‬فانظر‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬كلمة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الابتذال‭ ‬التي‭ ‬ينتجها‭ ‬البذل‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬تبذل‭ ‬فيما‭ ‬وسعك‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تبتذل‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬موضعه،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مبتذلاً‭ ‬وفارغاً‭.. ‬بل‭ ‬فارقاً‭ ‬لا‭ ‬متروكاً‭ ‬للركلسة،‭ ‬وطنين‭ ‬الذباب‭.‬

‭- ‬الزمخشري‭ ‬عندما‭ ‬يمارس‭ ‬الحقد‭ ‬الطبقي‭ ‬الدفين‭ ‬عندما‭ ‬يقارن‭ ‬نجاح‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬تأخره‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬زعمه‭.‬

تعجبت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬وأهله‭ ** ‬فما‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬ألسن‭ ‬الناس‭ ‬يسلم

وأخرني‭ ‬دهري‭ ‬وقدم‭ ‬معشراً‭ ** ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬وأعلم

ومذ‭ ‬أفلح‭ ‬الجهال‭ ‬أيقنت‭ ‬أنني‭ ** ‬أنا‭ ‬الميم‭ ‬والأيام‭ ‬أفلح‭ ‬أعلم

التعليقات مغلقة.

error: