باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

شمائل النور: بلغت الحناجر.. !

746

أخبارُ الأمس تقول إنَّ الجهات المعنية شكلت لجنة اقتصادية لمنع تفلتات الأسعار، وإنَّ إجراءاتٍ وضوابطَ في هذا الصدد لضبط السوق ومحاصرة الأسعار.
هذا النوع من اللجان ما هو إلا زيادة عبء اقتصادي، هذا طبعاً إنْ كانت فعلاً هناك لجان.
ببساطة الأمر لا يحتاج لجاناً ولا ضرب رمل، الأمر برمته مرتبط مباشرة بسعر الصرف، هل تستطيع هذه اللجان أن تمنع العملة الوطنية من الانهيار؟.
الآن بلغتْ الأزمة حد الخبز، وفعلياً أصبح سعر الرغيفة الواحدة بجنيه، ماذا بعد، هل من معالجات يمكن أن تنقذ ما تبقى، أو على الأقل هل من معالجات تحافظ على سعر الخبز الذي بلغه الآن، لا، اليوم بجنيه وعقب أي زيادة في سعر الصرف سوف يزيد تبعه الخبز، الخبز وكل شيء لكن ماذا بعد الخبز، ماذا تبقى؟.
الحل ليس في لجان تتشكل أو إعفاء وزراء أو غيره من الإجراءات التخديرية، وسياسات امتصاص الغضب.
الحل أن يستفيق الجميع من الغيبوبة هذه ويتعاملوا مع الوضع بشيء من الجدية والمسؤولية بقدر حساسية الوضع.
نظرية المؤامرة على الوطن التي مللنا تلقينها كل صباح لم تعد “تأكل عيش” فقد تبين للجميع الحقيقة، المؤامرة الحقة هي بفعل أيدينا، المؤامرة هي نحن.
الظرف الاقتصادي بالغ التعقيد لن يحله إلا وضع سياسي خالٍ من الأزمات، والآن لا حل يلوح في الأفق، الجميع ينتظر، ينتظر ماذا، الله أعلم.
الوضع الراهن لم يعدْ من الواجب الوطني السكوت عليه، هذه البلاد إن انفرط عقدها فلن تقف عند أحد ولا طرف، سوف تخرج عن سيطرة الجميع، هذه البلاد تراكمت فيها كميات مهولة من الغبن والظلم وكل صنوف الأذى التي تولد الانتقام العشوائي.
الحكماء الذين يدركون حجم الخطر وهم لا زالوا داخل هذه السلطة، عليهم أن يمسكوا بيد الحل، في مقدورهم فعل شيء حكيم يحفظ هشاشة هذه البلاد على هذه الدرجة.
حالة الغضب المكتوم والمعلن والتي بدأت تظهر في الأسواق وأمام المخابز وإن كانت لا تشير إلى مهددات بحسابات الحكومة، إلا أنَّ الوضع هذا فاق حد الاحتمال، والانفجار يأتي فجأة ولا يشاور ولا ينتظر، هي ساعة صفر.
تقليل التكلفة بقدر الإمكان هو الواجب الآن، هذه البلاد ارتوت بالدماء بما يكفي.
المطلوب من القوى السياسية خطاب ذكي يستقطب أكبر قدر من القوى الحية، لإنقاذ الوضع قبل أن يحدث الانفجار الكامل. خطاب ذكي يوجه للذين لا زالوا داخل السلطة، لكنهم يدركون تماماً خطورة الوضع.
إنْ استمر الوضع هكذا، ربما نصبح على لا وطن.

التعليقات مغلقة.

error: