(1)
أكثر ما يقلق وزير المالية في السودان، استقرار سعر الصرف، وتشير الأرقام التالية إلى صورة مصغرة عن الميزان التجاري في السودان، ما قبل وما بعد الانفصال (ملايين الدولارات)
العام الوارد الصادر الميزان التجاري
2010 10,044 11,404 1,359
2011 9,235 10,193 957
2012 9,230 4,066 – (5,163)
2013 9,918 4,789 – (5,128)
2016 8,323 3,093 – (5,229)
إن هذه الأرقام تشير إلى أكثر من حقيقة، إن هناك عجزا كبيرا في الميزان التجاري وصل في عام 2016م إلى 5,2 مليار دولار، ومع أن الواردات قد تناقصت سنوياً، فإن الفجوة قائمة، حيث يقدر العجز في العام 2017م بنحو مليار دولار، وللأسف كل ذلك تواكب مع عجز في تحقيق طفرة في مجال الصادرات، والتي ظلت تتناقص كل عام وآخر مع أن هناك توسعا في بعض الانتاج (الذهب 105 طن) والسمسم والحيوانات الحية واللحوم، ويتوقع أن ترتفع الواردات في العام القادم 2018م إلى 9 مليارات دولار وترتفع الصادرات إلى 6,8 مليار دولار ويبقى هناك عجز في الميزان التجاري يصل إلى 2,2 مليار دولار، وتلك هي المعادلة الصعبة إذ لا بد أن تتسق السياسات النقدية والمالية لردم هذه الفجوة.
(2)
ثمة خيارات متعددة، ما بين الحد والترشيد إلى التحفيزوالحماية والتشجيع ، فهناك اتجاه للتقليل من الواردات وتخفيف الضغط على العملة الأجنبية من خلال خيار الدولار الجمركي لبعض السلع، ولتحقيق انخفاض في الواردات في حدود (15% – 20%)، وسعى لاستقطاب موارد حقيقية جديدة تتمثل في ترشيد الانفاق و شراء الذهب والسمسم والصمغ العربي والحد من التهريب والاهدار الذي يتم في هذا المجال، ومن خلال تراتيب أخرى تتمثل في تنشيط وتحفيز الاستثمار الأجنبي في السودان وتشجيع البنوك الوطنية لفتح قنوات تواصل مع بنوك عالمية من خلال المراسلين. إن عشرين عاماً من الحصار أحدثت (عزلة مصرفية)، وبدأت المصارف السودانية استعادة قنوات التعامل وتشجيع المراسلين..
ومن الخيارات الأخرى، استقطاب موارد ومدخلات المغتربين، ومع تعدد المقترحات، فإن أكثر الترجيحات هو توفير (سعر عادل)، إن سياسة بنك السودان تعتمد على سعر للعملة الأجنبية (مدار ومرن)، وفي الحقيقة كان البنك يدير الموارد الأجنبية، وطيلة العام الماضي لم يتحرك السعر الذي حدده بنك السودان ووصفه (بالمرونة) مع أن الدولار تحرك كثيراً صعوداً وهبوطاً، وبكل الحسابات فإن توفير السعر العادل هو الذي يستقطب تحويلات المغتربين ويمكن أن تضاف لذلك أية حوافز وتسهيلات واعفاءات أخرى
التعليقات مغلقة.