الخرطوم : باج نيوز
تفاجأ حكم دولي لدى دخوله الإستاد لإدارة إحدى مباريات القمة بين الهلال والمريخ قبل سنوات، بقيادي بارز في جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ينتظره عند مدخل الملعب.
رجل الأمن بعد أن عرف الحكم بنفسه، باغته بسؤال حول مدى إستعداده البدني والنفسي قبل صافرة إنطلاق الديربي السوداني الذي يحظى بمتابعة معظم السودانيين.
وروى الحكم الدولي لـ(باج نيوز) أن ذات الشخصية البارزة بالأمن “كان قد هاتفه صباح يوم المباراة، وتناقش معه حول المباراة وأهميتها، قبل أن يطلب منه تقديم افضل ما عنده وعدم الوقوع في أخطاء لتجنب ثورة أنصار الناديين وعدم اندلاع أحداث عنف”.
(1)
مؤخراً، لم يعد دور جهاز الأمن يقتصر على حفظ الأمن وجمع المعلومات وتحليلها ومن ثم تقديمها للجهات المختصة فقط، بل أصبح يقوم بأدوار مجتمعية أخرى، أبرزها اهتمامه بالرياضة وفي مقدمتها كرة القدم، وصل حد تقديم الدعم لأندية القمة “الهلال والمريخ”، اضافة إلى رعايته المباشرة لنادي الخرطوم الوطني.
رعاية الأمن لنادي الخرطوم الوطني، الذي كان يسمى الخرطوم سابقاً، ساهم في تحقيق النادي نتائج ايجابية خاصة على مستوى بطولة الدوري الممتاز، حيث أصبح من أندية المقدمة بعد الهلال والمريخ، وهو ما جعل الأخير يشارك خارجياً باستمرار خلال الفترات الأخيرة، وانعكست رعاية الأمن لنادي الخرطوم الوطني على تطور المستوي الفني لـ”الكوماندوز” خاصة في ظل العناية التي يحظي بها النادي من المدير العام للجهاز الفريق أول مهندس محمد عطا بشكل مباشر وحرصه على توفير الراحة للاعبين والجهاز الفني الذي كان يقوده وقتها الغاني كويسي أبياه والذي تعاقد معه جهاز الأمن لتدريب الخرطوم الوطني بتكلفة تتجاوز الـ(15) الف دولار.
(2)
من الأندية التي حظيت برعاية مباشرة من قادة جهاز الأمن والمخابرات، نادي الموردة العريق، والذي مثل هبوطه من الدوري الممتاز قبل أربع سنوات وبالتحديد نهاية موسم 2013 مصدر صدمة وألم كبير لعشاق “الهلب” بالوسط الرياضي.
وكون جهاز الأمن والمخابرات لجنة خاصة من أجل دعم الموردة، وقام بتأهيل ملعب النادي وقتها قبل أن يعود ويدفع بعبد القادر يوسف الذي كان يعمل مساعداً للمدير العام للجهاز وقتها رئيساً لنادي الموردة في خطوة أشارت إلى اهتمام الدولة بضرورة عودة الموردة للاتجاه الصحيح.
ويقول عضو لجنة تسيير نادي المريخ السابق اللواء عثمان أدروب إن جهاز الأمن والمخابرات من المؤسسات الوطنية الرائدة، وبات أكثر انفتاحاً وإندماجاً في المجتمع الرياضي خلال فترة المدير الحالي الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس.
وتابع أدروب في حديثت”من الإيجابيات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أن الجهاز أسهم في تطور البنى التحتية للرياضة حيث قام بتأهيل الكثير من الملاعب أبرزها استادات الكاملين والمناقل والقضارف وملعب الموردة الأمدرماني وكذلك الساحة الشعبية بالديوم واستاد نادي الجريف غرب”.
مشيراً إلى أن دعم الجهاز إمتد لجميع الاندية على رأسها الهلال والمريخ، ويتواصل مع مجالس إدارات الأندية الرياضية.
(4)
وإن كان لجهاز الأمن إيجابيات فقد تباينت الآراء أيضاً حول بعض المآخذ على الأمن في العمل الرياضي.. ويقول الحكم الدولي الذي – فضل حجب اسمه – لـ(باج نيوز)، إن جهاز الأمن أصبح يتأثر مؤخراً، بما يكتب في الإعلام قبل المباريات الكبيرة ويتعامل في قلة من الأحيان مع المواجهات بالأخص هلال مريخ أنها قضية أمن قومي”.
وقال الحكم إنه أدار عدد من مباريات القمة “لكن مؤخراً، باتت الأوضاع صعبة وكل طرف لا يتقبل الهزيمة”، وأشار إلى أن المواجهات أصبحت أشبه بالحرب حيث تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة.
وأوضح أن جهاز الأمن أصبح يتأكد حتى من مستوى نفسيات الحكام، وروى “تلقيه اتصالا في صباح يوم إحدى مباريات القمة من قيادي بالجهاز استفسره حول حالته النفسية وحثني على تقديم افضل ما لدي والخروج بالمباراة إلى بر الأمان”، وأضاف “كل هذا يؤكد بأن الجهاز أصبح يتابع ويتأثر في بعض الأحيان بكل ما يكتب في وسائل الإعلام عن التحكيم”.
(5)
مؤخراً، وضع جهاز الأمن بعض القيود تجاه بعض قياداته، ومنع بعضهم من العمل في مجالس إدارات الاندية الرياضية،.
وعزت مصادر لـ(باج نيوز) إبتعاد الفريق ياسر حسن عثمان عن العمل أمينا للمال ضمن لجنة التسيير التي اختيرت خلال وقت سابق لقيادة نادي المريخ برئاسة أسامة ونسي، بسبب رفض إدارة الجهاز.
وقالت المصادر إن الادارة التي يتبع لها الفريق ياسر حسن عثمان تحفظت على اختياره اميناً لمال المريخ وقتها وطالبته بالاعتذار عن المنصب وهو ما جرى فعليا.
(6)
ويري رياضيون لــــ(باج نيوز) بأن إحدى سلبيات جهاز الأمن ما جرى في انتخابات الإتحاد السوداني لكرة القدم والتي لم يتم الاعتراف بها – أبريل – الماضي، وذكرت الشخصيات أن اختيار مجموعة النهضة وقتها للنادي الوطني بالخرطوم ليكون مقراً لها وهو أحد استثمارات الجهاز المعروفة قصدت به الأخيرة إرسال رسالة أن المؤسسة الأمنية الأولى بالبلاد تقف خلف المجموعة آنذاك، وليس بعيداً المفاجئة التي فجرها مدرب المنتخب الوطني السابق، محمد عبد الله مازدا إبريل الماضي، وذلك عندما اتهم جهاز الأمن بالتأثير على انتخابات كلية المدربين التي جرت وقتها، حيث أشار إلى وجود مؤثرات خارجية تمثلت في لعب الجهاز دور في سقوطهم
ودعت الشخصيات الرياضية خلال حديثها لــ(باج نيوز) جهاز الأمن على مواصلة اهتمامه بالمنشآت الرياضية وتطوير البنية التحتية وطالبته بلعب دور حيادي في جميع الجمعيات العمومية التي تقام بالاتحادات المختلفة حتى يسهم إيجاباً في الدفع بعجلة الرياضة الى الأمام.
التعليقات مغلقة.