«1»
.. قبل سنوات، نصحني صديق لحوح بأن أحرص على تناول الافطار مع أحد القيادات الإدارية ، وقال لي «وجبة الافطار هذه مهمة وهناك نقاشات كثيرة ووجهات نظر لابد أن تحضر»، ولما كنت عزوفاً عن ارتياد هذه اللقاءات فقد راجعني قائلاً «ان هذا الافطار يمكن أن يحدد مستقبلك، والله يرفدوك وأنت ما جايب خبر»..
.. ولم تمر أيام كثيرة ، حتى جاءني طارق يطلب رأيي في ترشيح مدير لمؤسسة كان مديرها من مرتادي الافطار، ورجعت لصديقي وقلت له من حق هذا الشخص أن يعرف أين يتناول افطاره؟، لأنه في الحقيقة جاء اقتراح الاعفاء من موقع آخر تماماً..
.. إن الحركة والسكون بيد الله ، والحياة تتطلب الاستمرارية بالانتقال والتجديد ، ولكن من حق أي شخص أن يعرف من الذي يحق له الاعفاء وما هي معايير الاعفاء ، خاصة إذا كان ذلك الشخص في مقام «رئيس التحرير» الذي يسهم في بناء الأجندة بقلمه ورأيه ، ويسهم في تشكيل الرأي العام وصناعة الأحداث وتشخيص القضايا واقتراح الحلول وتقديم المقترحات، وقيادة مؤسسة صحفية هي جزء من سلطة الرأي والمجتمع..
«2»
ولا يمكن أن يتحقق ذلك في ظل مؤسسات صحفية صغيرة ، تدار من خلال مواقف شخصية وأجندة ذاتية ، ولابد من بعد مؤسسى ولائحى وقانونى .
فان من الضرورة وجود مؤسسات صحفية ذات تشاركية بين القطاع العام والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ، ويؤسس بذلك أجهزة راسخة من مجالس إدارات وجمعيات عمومية ، وتقدم من خلالها تقارير دورية واحصاءات وأرقام وحقائق وتدارس ويتم من خلالها تقييم الاداء وتحديد مواقع القصور ، وبناء عليها تحدد المواقف.
إن أكبر شخصية إدارية اليوم في الدولة لا يمكن أن تفصل موظفاً أو عاملاً في الدرجة «14» ما لم تقدم دفوعات وشروحا وأسانيد ، ومع ذلك قد تقف أمام مسجل العمل والمحاكم لتقديم التعويضات لان هناك نظما ولوائح تحدد المهام والعلاقات ، وهذا الأمر غير متحقق في «رئيس التحرير»، لغياب المؤسسات الفاعلة والمؤثرة ، ولأن الصحف محدودة الموارد، وضعيفة الهياكل الإدارية والبنيات التحتية.
في محاورات أمسية الثلاثاء الماضي، على خلفية مغادرة الأخ محمد عبد القادر رئيس تحرير الرأي العام، قلت «في كل الأحوال فإن الأخ محمد أبو حباب صحفي وطني صاحب قلم ورأي لا يصح أن ينزع عن موقعه حيث تربى ونشأ، وصراعاتنا وخلافاتنا واردة بالجبلة البشرية ولا ينبغي أن تتحول إلى إجراءات تشفي ضد أي شخص وهذا مبدئي».. إن الاجابات لا تتحقق إلا في ظل صحافة مؤسسات كبرى ومساهمة عامة بمشاركة المجتمع والقطاع الخاص، فقد يرحل كل مرة آخر دون أن تتوفر اجابات أو تحدد أماكن «لافطار رؤساء التحرير»، إن من المحزن أن لا تعرف أي سهم سينالك، ثم إنه لابد من اشارة قانونية و مثلما يطلب مجلس الصحافة والمطبوعات خبرات وشهادات لتعيين رئيس التحرير عليه – أيضاً – أن يطلب مبررات للنزع والاقالة وعلى الأقل توفر اجابة عن أسئلة ، ومهما يكن، فإن الوظائف الإدارية ، لن تحد من جهد صحفي وقلم ورأي، ولكن العبرة في القدرة على توظيف الأحداث حتى لا تتكرر المشاهد .
تحيات للأخ محمد أبو حباب ومن قبله للأخ بكري المدني ودعوات للأخ النور أحمد النور، كل منهم غادر في الأيام الماضية بسبب أو أخر ، ومرحبا بالقادمين الجدد وحسب تاريخ الصدور«زكريا حامد – القرار » و«عبدالماجد عبد الحميد – مصادر » و«محمد الصادق – صوت الجمهور» و«مصطفى ابوالعزائم – الاخبار».. والله المستعان
* سلاااااام يا صاحب القلب الذهب
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.