لاشك أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، أخطر من هزيمة حرب 1967 التي سماها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تجملا بالنكسة.. وتلك الحرب شنتها إسرائيل على ثلاث دول مصر وسوريا والأردن، ودامت ستة أيام وكانت الهزيمة ساحقة. وكلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، فضلا عن احتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
أنصار التفاوض مع إسرائيل اكتشفوا للتو خديعة استمرت نحو 40 عاما باعتبار أن واشنطن راعيا نزيها للمفاوضات وذلك منذ اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق مناحيم بيغن برعاية أمريكية.. منذ ذاك التاريخ وأشجار الكرامة تتعرى وماء الوجه يراق يوما بعد يوم. واليوم أمسى بياض القلوب في لون السواد، وتحجر الدمع في المآقي، وتوشّح الأحرار سواد الليل حدادا لكنهم أعلنوا حرب استعادة في مواجهة العدو والجرح، وليبقى كبرياء الجرح عيدا.
لن يجلب القرار الأمريكي مشروعية مفتقدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بيد أنه سيضع الولايات المتحدة في مربع الدول المهددة للسلام الدولي. وتعتبر الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948.. ولذلك فإن القرار عدوان صريح ضد الشعب الفلسطيني، واستهداف تراثه، وتدمير تاريخه. بيد أن قرار الاعتراف يعني رسميا أن القدس والمسجد الأقصى ملكا لليهود لا حق للمسلمين فيها، الأمر الذي سيفتح الباب أمام دول أخرى قد تحذو حذو الولايات المتحدة.
وليس قرار ترامب بسبب أنه أحمق أو أنه لا يدري ما يفعل أو أن فضيحة التخابر مع روسيا ابن حملته الانتخابية تطارده ويحتاج إلى اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف لإنقاذه فحسب، ولكن أيضا بسبب أنه أدرك أن الأمة العربية والإسلامية في أضعف حالاتها على مر التاريخ.. ومن الاستحالة بمكان نيل الحقوق في ظل الانقسام رغم مشروعيتها.
وترى الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل ترى من الناحية الإستراتيجية الوريث “الشرعي” لعرش الشرق الأوسط أو العالم العربي، وبما أن الظروف الموضوعية للحالة العربية المأزومة لا تسعف لمدافعة قوية للتربص بالمنطقة، فإن المخرج لحين ميسرة يقتضي اتفاق عربي حول إستراتيجية للتعاون إن لم يكن التحالف مع تركيا.
وتحمل تركيا تحمل مشروعا حضاريا ذا نظرة بعيدة يعتبر العرب شركاء في المنطقة لا خصوما، ويمكن يؤسس التاريخ المشترك لمستقبل تعاون قد يرقى لمستوى تجربة الاتحاد الأوروبي. فالرهان على أنقرة يبدو المخرج الوحيد للتخلص من نموذج داعش وليس بالضرورة عبر المواجهة العسكرية. ولابد من دعم سعي أنقرة لأجل الاندماج الإقليمي، على شكل تعاون أمني واقتصادي فهي مؤهلة كواحدة من أهم عشرة اقتصادات في العالم. وكل ذلك سيفضي بها لأداء دور مؤثر في حلّ الصراعات الإقليمية.
وفورا دعا الرئيس التركي والرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى قمة طارئة لقادة دول منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول في 13 ديسمبر الحالي حتى تتحرك الدول الإسلامية، بشكل موحد ومنسق في مواجهة هذه التطورات الخطيرة.
اليوم وفي ظل ضبابية المواقف العربية والفلسطينية، يتذكر الفلسطينيون تأكيدات زعيمهم الراحل ياسر عرفات على مدى سنوات حياته في كل مناسبة تمسك الفلسطينيين بمدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين، وكرر: “سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس الشريف”.
عاجل
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
- حميدتي يقيل مستشاره يوسف عزّت
- الجيش يصدّ هجومًا للدعم السريع على مدينة سنار
- السودان..إسقاط مسيرات في كوستي
التعليقات مغلقة.