:: الخميس القادم، يدشن رئيس الجمهورية مهرجان السياحة بولاية البحر الأحمر.. ولأن لكل مهرجان مشاريع يفتتحها رئيس الجمهورية، أعلن والي البحر الأحمر علي حامد عن افتتاح الرئيس لميناء هيدوب والحوض العائم والرقابة الإلكترونية خلال الاحتفال بمهرجان هذا العام.. نعم، ثلاثة مشاريع هي الإنجازات المحتفى بها في مهرجان هذا العام، حسب المؤتمر الصحفي لوالي البحر الأحمر.. ميناء هيدوب والحوض العائم والرقابة الإلكترونية.. !!
:: زرت ميناء الشيخ إبراهيم لصادر الثروة الحيوانية – بمنطقة هيدوب – قبل ثلاثة أشهر تقريباً، وكتبت عنه.. هو الأحدث على طول ساحل البحر الأحمر، بحيث كل شيء بهذا الميناء يعمل إلكترونياً وبأحدث نظم التشغيل.. ويتكون من (5 أرصفة)، بطول (241 مترا)، وعمق (12.5 متر)، وحمولة (30.000 طن).. كان حلماً منذ ثلاثة عقود تقريباً.. وبفضل الله ثم بشراكة مثالية ما بين هيئة الموانئ البحرية وشركة جيك الصينية (51%، 49%)، أصبح الحلم واقعاً..!!
:: ولكن لا علاقة لحكومة البحر الأحمر بميناء هيدوب المحتفى به في مهرجان هذا العام.. أي لم تبذل فيه حكومة الولاية جهداً ولم تسهم فيه بجنيه، لأن المشروع شراكة ما بين هيئة اتحادية وشركة أجنبية.. وكذلك الحوض العائم المحتفى به في المهرجان، وهو حوض لصيانة السفن، وتم بتمويل هيئة الموانئ البحرية وإشراف شركة هولندية، فالمشروع اتحادي كامل الدسم، ولم تسهم فيه حكومة البحر الأحمر بجهد أو جنيه.. وكذلك مشروع الرقابة الإلكترونية، من مشاريع هيئة الموانئ البحرية..!!
:: ثلاثة مشاريع اتحادية هي الإنجازات التي يدشنها رئيس الجمهورية، وليس لحكومة البحر الأحمر من المشاريع الخدمية والتنموية – في مهرجان هذا العام – غير مشاريع الرقص والطرب والخُطب.. لم تصنع مشروعاً، ولم تحافظ على مشاريع الحكومة السابقة، أو هكذا لسان حال حكومة علي حامد.. وعلى سبيل المثال، أحدث منطقة صناعية في السودان، على بعد كيلومترات من بورتسودان، مزودة بالكهرباء والمياه والطرق بحيث تكون البنية التحتية الجاذبة ونواة المنطقة الحرة المرتقبة، تحولت إلى (أوكار مهجورة)..!!
:: وليت الوفد المرافق لرئيس الجمهورية زار موقع تصنيع وتركيب قوارب الصيد.. مشروع قوارب الصيد الذي كان ينقذ به نهج الحكومة السابقة سنوياً مئات الأسر من (الفقر والعطالة) يصلح لأن يكون نموذجاً للتنمية المنشودة في كل ولايات السودان التي تعاني من الفقر المدقع.. فالمئات من الأجراء في مراكب الصيد كانوا يمتلكون القوارب بالدعم والتمويل سنوياً، وكانوا يعانقون بعضهم في موقع التصنيع والتركيب بفرح، ثم يبحرون بقواربهم إلى حيث الكسب الحلال.. وقد تحول هذا الموقع إلى أرض الذكريات..!!
:: وقبل كل هذا، ليت حكومة علي حامد تضع برنامج تجوال للوفد المركزي في أسواق المدينة وشوارعها وكورنيش البحر الأحمر بعض ساعات الليل، أي تجوال على الهواء الطلق، كما كانت تفعل الحكومة السابقة، ليسمع الوفد المركزي من الناس مباشرة ويشاهد ردود فعل الجماهير؟.. للأسف، لن تتجرأ حكومة علي حامد على مغامرة كهذه، لأنها – هي ذاتها – مخبوءة عن الجماهير.. وعليه، كافحوا طوفان الذباب قبل مقدم الرئيس والوفد المرافق له، ليكون خطاب الوالي حماسياً وشاملاً لهذا الإنجاز الولائي..!!
التعليقات مغلقة.