خاص : باج نيوز
ظلت تجارة الأقمشة تجد حظها في سنوات ماضية ، وكان للعاملين فيها صيت كبير في الأسواق لما تجده البضاعة التي يعرضونها من اهتمام وإقبال من قبل المواطنين فكثرت المسميات وكان التنافس حاضراً بين التجار. لكن مع مرور الأيام وظهور أجيال جديدة بدأت تجارة القماش تقل أهميتها فما عاد للذين يتاجرون فيها ملمح، ورويداً رويداً بدأت هذه التجارة تختفي وقلت القوة الشرائية ولم يكن لها البريق الذي كان ملازما لها في الزمان القريب.
ويرى عباس الصادق أحد أصحاب المحلات التجارية الخاصة بالأقمشة أن أسباب تدني الإقبال على شراء الأقمشة بشتى أنواعها يعود إلى الغلاء في المقام الأول ،وأبان في حديث لموقع (باج نيوز) أنه وفي وقت سابق كان مبلغ الـ(100) جنيه يكفي الفرد لشراء جلابية وتجهيزها بشكل كامل، معتبراً أن الوقت الراهن لا يكفي المبلغ لشراء القماش، وأضاف( إذا أردت أن تشتري ترتدي جلابية واحدة فقط فأنت في حاجة إلى مبلغ وقدره، فالقماش وحده فقط يحتاج إلى مبلغ 150 أو 170 أما خياطة الجلباب فهي تكلف قرابة الـ100 جنيه لذلك الجميع في الوقت الحالي بات يفضل اللبس الجاهز ولا يبالي ،ويعتقد عباس الذي تحدث بحسرة على الحال الذي تمر به تجارة الأقمشة أن الموضة ألقت بظلالها السالبة عليهم..مؤكداً أن الجميع أصبح يستغني عن شراء قماش أي كان نوعه ومن ثم الذهاب به إلى الترزي لصنع ما يريد منه للبس معتبراً أن الاتجاه السائد حالياً هو الذهاب إلى أقرب محل يعد الملابس الجاهزة .
اعتماد على الموسم
أما التاجر عبد الملك جمال فيعتقد في حديثه لـ(باج نيوز) أن ارتفاع الأسعار أثر بصورة كبيرة على القوة الشرائية لافتاً إلى أن شراء تكاليف القماش الباهظة الثمن على حد وصفه جعل الجميع يلجأ إلى شراء أي كان من ملابس من اقرب مكان لتجهيزها وبالتالي تضرر أصحاب المحلات التجارية الخاصة بالأقمشة ،وأوضح جمال لـ(باج نيوز) أن الظروف المعيشة الصعبة جعلت الجميع يكتفي بشراء ما يكفي الغرض، وأشار عبد الملك إلى أنهم كتجار أقمشة ورغم كل الظروف التي تمر بها التجارة بشكل عام إلا أنهم مازالوا يحتفظون بزبائن معينين وزاد في هذه الجزئية 🙁 مازالت هناك مواسم خاصة بالنسبة لنا كتجار أقمشة تجد اقبال كبير من المواطنين للشراء ولكلٍ موسم معين فمثلا الموظفين لديهم مواعيد معينة يكثر فيها شرائهم للأقمشة ودائما ما يكون في بداية العام كما ايضاً للمدارس فترة محددة عند بداية العام الدراسي وهكذا .
سياسة الحكومة
إبراهيم عتيبة صاحب محل لبيع الأقمشة أشار إلى أن هنالك مشاكل جمة ساهمت في الوضع الحالي لتجارة القماش بمختلف أنواعه، ورأى في حديثه لـ(باج نيوز) أن السبب الرئيسي في تدنٍ مهنة تجارة الاقمشة هي سياسة الحكومة وزاد شارحاً:( ناس الحكومة التجار منهم أصبحوا مسيطرين على سوق القماش، وأعتقد أن عدم اهتمام وزارة التجارة بكل ما يدخل من أقمشة بمختلف أنواعها ساهم في تدهور الوضع بشكل أكبر علاوة على ذلك فكل من هب ودب أصبح يتاجر في القماش دون ضوابط أو لوائح محددة لعمله،ووصف إبراهيم ذلك بأنه يشبه المثل القائل(يكتر الفُلاح وتقل الأرباح) . موضحاً أن الاستيراد أصبح يسيطر عليه مجموعة معينة ساهمت في إحداث فوضى على حد وصفه في تجارة الأقمشة وأبان إبراهيم أن هنالك تجار يعملون بصورة كبيرة للتأثير على تجارة الأقمشة وشرح ذلك بالقول:(إذا كان ثمن ثوب ما يكلف 100 جنيه فإن هنالك من يعمل على تصنيع ذلك الثوب بذات المواصفات ولكن بنصف القيمة وهذه العينة تدخل السوق دون رقابة وبالتالي تعمل على القوة الشرائية،ونفى عتيبة أن يكون هنالك أغنيات لتجار الأقمشة وقال( تجار القماش ما غنوا ليهم..بل الغناء تم للأساتذة وغيره..فمثلاً هناك أغنية يا ماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس).
التعليقات مغلقة.