باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

الطاهر ساتي..صوامع

815

:: قبل ما وراء الخبر، نقرأ الخبر.. قدم النائب المستقل بكري عبد الله سلمة طلباً باستدعاء رئيس الوزراء لمساءلته حول إبرام الحكومة صفقة لشراء صوامع أمريكية كندية رغم وجود عرض بيلاروسي بأقل من نصف قيمة الصفقة.. وأوضح سلمة – في طلب الاستدعاء – إن الدولة عبر رئيس الوزراء ونائبه وزير الاستثمار تعمل على شراء صوامع كندية أمريكية، وأن استفساراته تتمحور في علاقة وزير الاستثمار بعمليات شراء الصوامع، وما إن كان قد تم طرح العملية في عطاء مفتوح وفقاً للإجراءات القانونية واللائحية، إضافة إلى دواعي تشكيل لجنة للشراء برئاسة وزير الاستثمار في ظل وجود لجنة فنية بوزارة المالية..!!

:: أما وراء الخبر، بتاريخ 20 نوفمبر 2017م، مخاطباً نواب البرلمان بتقرير أداء النصف الأول من هذا العام وخطة العام القادم لوزاراته، كشف مبارك الفاضل وزير الاستثمار عن عرض تقدمت به شركة أمريكية كندية لبناء صوامع، بتمويل إماراتي قيمته (170 مليون دولار)، لمدة سبع سنوات، مع فترة سماح عام ونصف.. ولم تُفصح أخبار أيام ما بعد هذا الخطاب عن رفض أو قبول حكومة السودان لهذا العرض الأمريكي الكندي الإماراتي، وكذلك لم يرد من وزارة المالية ما يؤكد توقيعها على عقد اتفاقية هذا العرض.. فالعرض كما ظهر تحت قبة البرلمان، اختفى هناك أيضاً..!!

:: ولكن بتاريخ 26 نوفمبر 2017، كان الخبر عن توقيع وزارة المالية اتفاقية إطارية مع شركة بيلاروسية لتنفيذ عدد من صوامع الغلال بطاقة تشغيلية تتراوح ما بين (100/ 200 ألف طن)، وأكد مسؤول الشركة البيلاروسية لتابعة لوزارة الصناعة البيلاروسية – يوري إدوارد – جاهزية الشركة واستعدادها لتنفيذ صوامع تستوعب (5 مليون طن)، وقال في تصريحات – بالبرلمان – إن الشركة جاهزة للتنفيذ متى ما تم التوقيع النهائي مع الحكومة، وكشف عن اتجاه الشركة للدخول في شراكة مع الحكومة بنسبة 50%)..!!

:: ثمة ملاحظات تحوم حول حمى الخبرين، وهي التي تشير بأن هناك شيئاً ما في (طي الكتمان) ..أولاً، ما ليس طبيعياً هو أن الجهة المعلنة عن عرض الشركة الأمريكية الكندية هي وزارة الاستثمار، وكذلك هي التي أفصحت عن التمويل الإماراتي، فالطبيعي هو أن الجهة التي كان عليها أن تعلن وتفصح عن هذا العرض هي وزارة المالية.. ثانياً، ستة أيام فقط لا غير هي الفاصل الزمني ما بين إعلان وزارة الاستثمار عن صومعتها الأمريكية الكندية وإعلان وزارة المالية عن صومعتها البيلاروسية، وهذا يعني أن الوزارة تفاجأت بالعرض الأمريكي الكندي ثم سارعت بعرض عرض الشركة البيلاروسية..!!

:: ثالثاً، وهذا أغرب ما في الحدث، هذا الحديث: (تكلفة الصوامع البيلاروسية أقل مرتين من صناعة الصوامع الأميركية والكندية والأوربية)، يوري إدوارد مسؤول شركة لتسل ماش البيلاروسية، متحدثاً عن العرضين ومفضّلاً عرض شركته على عرض الشركة الأمريكية الكندية.. لتبقى الأسئلة المشروعة: من كشف عرض الشركة الأمريكية الكندية لمسؤول الشركة البيلاروسية؟، وهل لهذا المسؤول البيلاروسي – أو غيره – حق عرض العروض المنافسة والحديث – غير اللائق – عنها في وسائل الإعلام؟، ثم أين الدولة والمؤسسات والأجهزة والقوانين واللوائح التي تطرح العطاءات وتفرزها بمهنية ومسؤولية وبلا صراع مصالح ..؟؟

التعليقات مغلقة.

error: