أثارت لافتة زعيم الحزب النازي التي قام أولتراس نادي الهلال برفعها خلال مواجهة القمة الماضية أمام المريخ الكثير من الجدل والتساؤلات لا سيما وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شدد خلال أوقات سابقة على ضرورة عدم رفع صور أو المجيء بأي شعارات سياسية أو هتافات معادية خارج الأطر الرياضية بمدرجات ملاعب كرة القدم، وسببت اللافتة التي قامت فئة ليست بالقليلة من جماهير الهلال برفعها خلال مواجهة القمة الأخيرة والتي تصدرتها صورة الزعيم المعروف (هتلر) الكثير من القلق والإزعاج لمجلس إدارة نادي الهلال الذي سارع في عقد مؤتمر صحفي أمس الأول بفندق كنون. وخلال المؤتمر أكد الأمين العام لنادي الهلال الدكتور حسن علي عيسى عدم صلة ناديه بالجماهير التي رفعت اللافتة وقال بيان النادي الأزرق إن اللافتة لا تعبر بأي حال من الأحوال عن مجلس إدارة النادي والذي هو الجهة الرسمية التي يحق لها التعبير عن رأي الهلال في كل المحافل الرسمية وغيرها، وأشار بيان الهلال إلى فتح تحقيق رفقة الاتحاد السوداني لكرة القدم في الكيفية التي دخلت بها اللافتة إلي داخل الملعب، حيث أكد الهلال بأنه سلم ملعب المباراة إلى اللجنة المنظمة وتساءل عن الصورة التي دخلت بها اللافتة خاصة في ظل الإجراءات المشددة التي تم اتخاذها خلال مباراة الديربي الماضية.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن تعامل مجلس الهلال السريع مع الحادثة السابقة يجيء نظراً لعدم مجاملة لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمثل هذه التصرفات حيث سبق وأن عاقب الفيفا عدداً من الأندية واللاعبين بعد مجيئهم بتصرفات غير محبذة من قبل الاتحاد الدولي في الكثير من المباريات.
وسبق للاتحاد الدولي (فيفا) أن عاقب الاتحادين الإيراني والقطري بعد أن بدرت تصرفات من جماهيرهما خلال مباريات المنتخبين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاأس العام بروسيا (2018)، ولم تتردد لجنة الانضباط وقتها بعد ثبوت التهم تجاه الجماهير الإيرانية والقطرية في تغريم كلا الاتحادين بمبالغ مالية وصلت إلى (280) ألف دولار.
يذكر أن حمل الشعارات لا يقتصر على الجماهير فقط، بحيث يعتبر اللاعبون من أكثر الشخصيات إثارة للجدل بالكثير من الشعارات والصور التي يبرزونها في الكثير من الأحيان داخل المستطيل الأخضر، ويعتقد كثير من اللاعبين بأن التضامن في بعض القضايا يعتبر ملاذاً آمناً لكسب ود وتعاطف الأنصار، ومن أبرز الأسماء التي أبرزت عدداً من الشعارات نجم الكرة المصرية المعروف، ولاعب نادي القرن السابق محمد أبو تريكة حيث سارع الأخير في إعلان دعمه ومؤازرته للقضية الفلسطينية وكان ذلك بالتحديد في بطولة كأس الأمم الإفريقية بغانا عام 2008 وفاجأ أبوتريكة العالم بأسره وقتها وارتدى “تيشيرتاً” مكتوباً عليه (تعاطفاًً مع غزة) وهي المقولة التي زادت من أسهمه على المستويين المحلي والعربي وقتها، ورغم التعاطف الذي وجدته خطوة أبوتريكة وقتها إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لم يتردد وقتها في معاقبة اللاعب وحذره من تكرار مثل هذه التصرفات داخل الملعب.
وعلى الصعيد المحلي، بادر مهاجم الهلال وقائد الأزرق الحالي مدثر كاريكا خلال وقت سابق بإعلان نصرته للرسول محمد صلى الله عليه وسلم عقب تعرضه لعدد من الإساءات من بعض الشخصيات بالدول الغربية، ووجدت لفتة كاريكا مساندة شعبية كبيرة من قبل المجتمع السوداني ، ولم يعلق الاتحاد السوداني لكرة القدم على لفتة (كاريكا) وقتها لا سيما وأن كثيرين من قيادات الاتحاد نفسه أعلنوا مساندتهم لما قام به اللاعب من واقع تقاليد الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض الإساءة للأنبياء والرسل.
وفي 2016 فرض نادي لوكوموتيف موسكو الروسي غرامة مالية كبيرة على لاعب خط وسطه دميتري تاراسوف بسبب إبداء رأي سياسي على أرض الملعب من خلال ارتداء قميص يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجرت هذه الحادثة خلال إحدى المباريات آنذاك، ولم يتردد النادي في معاقبة نجم الفريق خاصة وسط التوترات السياسية بين روسيا وتركيا بسبب النزاع السياسي في سوريا.
وكانت الجماهير السعودية قد أبدت سخطاً كبيراً علي اللاعب الإيراني مهدي رجب زاده خلال وقت سابق بسبب العبارة الدينية التي قام برفعها عقب إحرازه لهدف التعادل في المباراة التي جمعت بين فريقه أذوب الإيراني والأهلي السعودي آنذاك، وفور إحراز الهدف قام اللاعب برفع قميصه ليظهر “تيشيرتاً” آخر مكتوب عليه عبارة (لبيك علي) وهو ما رفضته الجماهير السعودية وقتها وطالبت بمعاقبة اللاعب علي الفور، واستهجن الاتحاد الآسيوي الحادثة وقتها وشرع في معاقبة اللاعب الإيراني.
نقلاً عن السوداني
التعليقات مغلقة.