نعم قالها الرئيس .. ولكن لماذا ؟!
تحليل سياسي : محمد لطيف
خطأ استراتيجي وقع ويقع فيه كل من تصدى لقراءة او تحليل وقائع رحلة الرئيس والوفد المرافق له الى جمهورية روسيا الاتحادية الاسبوع المنصرم .. مصدر الخطأ هو تأسيس التحليل على وقائع الرحلة .. و للدقة جعل تصريحات الرئيس حول العلاقة مع الولايات المتحدة نقطة انطلاق التحليل وقراءته بمعزل عن وقائع عديدة سابقة .. وحتى الذين عادوا الى وقائع سابقة انتهجوا نهجا بعيدا عن منهج التحليل العلمى .. ونعنى به افتراض النتائج اولا .. ثم الذهاب من بعد لحشد الحيثيات لتعزيز تلك النتائج المفترضة مسبقا .. فمثلا .. مما لحظت فى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي افتراض ان ثمة صراع بين الرئيس والنائب الاول .. ثم سارع اصحاب النظرية الى استدعاء واقعة حديث الرئيس حول دعمه ترشيح ايلا لرئاسة الجمهورية .. وقد فات على هؤلاء ان دعم الرئيس كان له شرط وجوب .. وهو ترشح ايلا لرئاسة الجمهورية .. فهل سيفعل ؟ .. حتي صديقنا عبد الرحمن الامين الصحافي السوداني الأشهر والكاتب بصحيفة السياسة الكويتية ومدير مكتبها بواشنطن سابقا .. وهو من نشهد له بانه الإكثر استحواذا على المعلومات والأعلى كعبا فى التحليل قد ذهب فى ذات التناول الخاطىء .. وهو يحيل تصريحات الرئيس لأسباب ذات صلة بالصراع الداخلي .. ولعل السؤال المنطقي .. هل كان الرئيس .. الذى نعرف .. فى حاجة لحمل صراعاته الداخلية الى موسكو .. ليجد لها حلا هناك ..؟ كل من يتابع تطور الأحداث خلال الثمانية عشر عاما الاخيرة لن يعجز عن الإجابة الصحيحة ..!
ثم .. وعلى طريقة الصديق الجاهل .. ذهب بعض المحسوبين على النظام .. ظنا منهم انهم يخدمون الرئيس .. فى نفى ما نسب اليه .. علما بان احدا لم ينسب شيئا للرئيس .. ولَم يبهته .. بل سمعوا ما قاله عبر الوسائط مباشرة .. فكيف ارتضى هؤلاء ان يغالطوا الناس فى ما سمعوه ..؟!
إذن ..فقد قال الرئيس ما سمعه الناس .. ولسنا هنا فى ساحة جدال .. هل اصاب ام اخطأ الرئيس ..؟ بل الأهم من ذلك فى ظنى .. وما يشغل الكثيرين .. لماذا قال الرئيس ما قال ..؟ وهل يعني ما يقول حقا ..؟ ذهب البعض ايضا الى القول ان الرئيس غاضب على أمريكا .. وهذا صحيح .. ولكن ليس صحيحا ان غضب الرئيس تراكمى .. او ذو صلة بالسياسات الامريكية المعادية للسودان .. كلا .. بل للغضبة الرئاسية صلة مباشرة بالزيارة نفسها .. فمصادر وثيقة الصِّلة أكدت ان واشنطن .. فعلت كل ما فى وسعها للحيلولة دون وصول الرئيس الى روسيا .. وقد تتباين الدوافع وتتعدد.. ولكن المؤكد ان هذه المعلومات كانت بين يدى الرئيس فور ان وطئت قدماه ارض العاصمة الشتوية الدافئة سوشى .. فكان طبيعيا ان توغر صدره تجاه واشنطن .. ولا بد للمتلقى ان يأخذ فى اعتباره ما يعتمل فى نفس المتحدث من احاسيس .. ولكن .. هل كان ذلك كافيا ليرتفع الرئيس بمطالبه حد طلب الحماية من بوتين ..؟ قد يختلف الناس فى الإجابة ايضا .. ولكن المؤكد ان طلبا روسيا ظل على منضدة الرئيس منذ سنوات .. دون ان يبت فيه .. خلاصته .. ان الدب الروسى يبحث عن موطىء قدم فى البحار الدافئة .. وان شئت الشرح .. فالطلب الروسى كان يتحدث عن قاعدة فى البحر الاحمر .. وهكذا فالرئيس الحانق على واشنطن .. الجالس الى زعيم ( الكرملين ) لم يجد لحظة انسب من تلك للرد الايجابى على الطلب الروسي ..!
إذن .. فالرئيس قد قال ما قال .. والرئيس كان يعنى ما يقول .. ويمكنك ان تراهن مطمئنا على انه .. لو ان صحافيا سأل الرئيس الان عن نتائج زيارته لروسيا .. لقال لك انها الأفضل وأنها ناجحة .. بل انها ( واحدة من أفضل زياراتي الخارجية ) ..!!
والواقع ان قناعة الرئيس .. الان .. بل ومرافقيه .. انه بعد الزيارة .. وليس قبلها .. بات للسودان حليف قوى .. يعتمد عليه ..!
و غدا :-
سوشى بوابة الخروج .. من اليمن ؟!
عاجل
- عاجل..الجيش يتصدى لسرب مسيرات انتحارية في النيل الأبيض
- عاجل.. الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور
- أحمد الشرع: نعيش اللحظات الأخيرة للسيطرة على حمص
- سماع صوت دوي عالي في مدينة عطبرة
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
التعليقات مغلقة.