الدولة هل تدعم (الطاهر) .. أم تؤازر ( الفاسد )؟!
درجت الحكومة عموما .. والسيد رئيس الجمهورية خصوصا .. على نقد تناول الصحافة لظاهرة الفساد .. والتى تأخذ أشكالا عدة ..بدءا من استغلال للنفوذ .. مرورا بالتجاوزات المالية منها والإدارية .. وانتهاءا بالتعدى على المال العام .. وفى الاخيرة هذه فللسيد الرئيس تحديدا رؤية واضحة وقاطعة .. فهو لا يعترف الا بما كشف عنه المراجع العام .. وهو يثق ثقة مطلقة فى المراجع العام .. وهو حين يقف عند التجاوزات والتعدى على المال العام .. لا يستشهد الا بما يكشف عنه المراجع العام .. ولا احد يلوم الرئيس .. فان لم يعترف الرئيس بمؤسسات الدولة فمن يعترف بها .. ؟ وان لم يسبغ الرئيس عليها شرعية وجودها ومشروعية عملها .. فمن يفعل .. ؟ و لانه لا معقب على الرئيس .. فسنبصم الْيَوْمَ له الْيَوْمَ بالعشرة .. ونعلن احترامنا المطللق للمؤسسات .. بل والتزامنا بما تقول .. بل ونعلن بالصوت العالي .. ان الْيَوْمَ لا صوت يعلو فوق صوت المؤسسات ..!
ليست هى المرة الاولى التى يكشف فيها المراجع القومى عن تجاوزات فى الحج والعمرة .. لا المراجع وحده .. بل وحتى النائب العام قد فعل .. أتذكرون لجنة وقف التحصيل غير القانوني ..؟ وهى لجنة تتبع لرئاسة الجمهورية .. ويقودها مستشار قانوني رفيع المستوى .. ايضا تلك اللجنة انتهت الى ان إدارة الحج والعمرة تتحصل مبالغ غير قانونية وألزمتها باعادتها .. واكتفت بذلك .. لذا كان طبيعيا ان تعود تلك الادارة لذات اسلوبها فى ارتكاب التجاوزات المالية فى وضح النهار ..!
فها هو المراجع القومي لجمهورية السودان .. وهو مؤسسة معترف بها في مستويات الدولة كافة .. خاصة لدى السيد الرئيس .. يشهر مصباحه ويسلطه على بؤرة يرى انها فاسدة .. عذرا .. يرى فيها تعديا على المال العام .. وهذا هو التعريف المهذب للفساد .. ورغم قناعة البعض ان مثل هذه التجاوزات التى يعثر عليها المراجع القومى لا تمثل شيئا فى بحر متلاطم الامواج .. الا ان الذى يعنينا الْيَوْمَ وقد قررنا ان نعلى من صوت المؤسسات .. ان تحترم الدولة مؤسساتها .. وتأخذ بتقاريرها .. وتحاسب من ثبت تجاوزهم .. خاصة اذا اصبح هذا التجاوز .. ديدنا وسلوكا مقيما .. ونكتفي هنا فقط بعرض تقرير المراجع القومي فى شأن عام .. فى انتظار ما ستفعل الدولة .. ( كشف المراجع القومي الطاهر عبد القيوم عن تحصيل الهيئة العامة للحج والعمرة مبلغ 2,1 مليون ريال سعودي من الحجيج خلال العام 2016م كاحتياطي للخدمات مبينا انها لم تورد المبلغ للمملكة العربية السعودية ولم تقم بارجاعه للحجاج.. وقال عبد القيوم خلال تقرير نتائج مراجعة حسابات العام المالي 2016 الذي يقوم بتقديمه الان امام البرلمان ان المراجعة لاحظت تضخم البعثة الادارية بالقطاعات الى (187) فردا رغم ان المهام التى يؤدونها تقوم بها البعثة المركزية مبينا ان ادارة الحج قامت بصيانة الفيلا مقر البعثة بجدة وتهيئتها للضيافة بمبلغ 150 الف ريال سعودي الا انها استاجرت شقة للضيافة بمبلغ 60 الف ريال مشيرا الى ان من ضمن مخالفات الهيئة ايضا صرف حوافز بملبلغ 490 الف ريال سعودي بالرغم من صرف استحقاقات البعثة كاملة لافتا الى ان الهيئة لم تلتزم بتوصيات المراجعة الراتبة بتقليص ترهل البعثة الادارية ..)
انتهى تقرير المراجع القومي .. والصدفة وحدها تجعل اسمه الطاهر .. لنقول مطمئنين ان الطاهر يكافح الفساد .. فهل تعزز الدولة جهود طاهرها .. ام تهيل على جهوده التراب ليعيث مفسدوها فى الارض .. وفى انتظار الإجابة من تلقاء الدولة .
التعليقات مغلقة.