هون عليك
قيل لنا فيما مضى انه عند الشروع في كتابة أي مكتوب ألا نبتدر الكتابة من أول السطر، بل نترك مسافة معقولة ومن ثم الكتابة ، أي أنه بعد كل نقطة (نقطة مسافة سطر جديد).
هكذا يبدو حال الكتابة: نفكر ونتمهل في السير دون كلام، نعي، نفهم، ومن ثم نفتي، واضعين في الاعتبار حكمة الخلق العظيمة ومن وضع شروط هندسة اللغة هذه.
نحن نولد ولا نبدأ بالكلام والركض والقفز في جُب معترك الحياة ، انما نتمهل مسافة كافية قبلما الانهماك فيها.
ولكن لا تتجنى على نفسك بالاطالة في هذه المسافة.
تمهل قليلاً كما تفعل قوانين المرور، فلا تَسَرُع مُهلك، ولا ابطاء يعرقل السير، والتفكير.
قُلت لطبيبي المعالج إنني لم أفهم الحياة بعد.
قال لي:
هون عليك،، من قال إنك لا تفهم! إنك فقط تحتاج لوقت أطول من المعتاد لكي تترسب تساؤلاتك في ماعون عقلك.
ربما تحتاج لألف عام أو يزيد، لا تقل إن الأوان قد فات لذلك، لكن أؤكد لك أن هذه اللحظة مناسبة جدا لكي تعرف أين موقع قدمك من انزلاقك فيك، أو أن تهون عليك بأي حال من الأحوال.
أعرف أن مذاق الأشياء تغير!
وجوه الناس تغيرت!
الشوارع، المدن والمساءات!
كل شيء تغير حتى رائحة الكتابة الزكية أضحت كعطر الحلاقين!
ويحك لا تقل انك ستتغير مثل هذه الاشياء وأن تُجاري موضة التغيير لأجل التغيير، وإن فعلت…أعدك بأنك ستفقد أول ذي بدء ذاتك. ولكن اقترض حكمة الشجر في النموء بعيداً عن فيزياء الاحلال والابدال والخلع والتقمص، حكمة أن يكون المرء شجرة راسخة في الأرض .
فما رأيُك؟
لم أُجبه لحظتها.. ولكن وبعنف وبما يشبه الصفع، دفعت باب مكتبه المصنوع من شجر السُنط وأنا أهم بالخروج.
أنا لو كنت نبتة لما تكلفت عناء هذا اللهث والذهاب والمجيء، لهث من حيث لا حيث الى حيث لا حيث أيضا.
عاجل
- عاجل.. الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور
- أحمد الشرع: نعيش اللحظات الأخيرة للسيطرة على حمص
- سماع صوت دوي عالي في مدينة عطبرة
- رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية
- الجيش يبسط سيطرته على الدندر
- استشهاد قائد منطقة البطانة العميد أحمد شاع الدين
- البرهان يتفقد المواطنيين بمدينة أمدرمان
- طيران الجيش يقصف مواقع تجمعات قوات الدعم السريع شرق الفاشر
- السودان.. إسقاط مسيرات في مدينة كوستي
- السودان.. حرق برج الاتصالات في الخرطوم
التعليقات مغلقة.