الجميعابي وشقيق الرئيس وعبد العاطي أبرزهم
لماذا يقع السياسيون والشخصيات العامة في فخ الدجالين؟!
لم يكن دكتور محمد محي الدين الجميعابي، معتمد محلية أم درمان الأسبق، الأول في الوقوع في فخ الاحتيال عليه في مبالغ مالية، وصلت -كما ذكرت تقارير صحفية- إلى (2) مليار جنيه، وحسب ما أوردته الصحف قبل أسابيع، فإن متهماً خدع الجميعابي بقدرته على مضاعفة الأموال تحت ما يسمى بـ (تنزيل الأموال).
أثارت القصة جدلاً واسعاً في وسائط التواصل الاجتماعي، عبر فيها كثيرون عن خيبة أملهم في أن يكون د. الجميعابي ممن يؤمنون ويعتقدون في قصة تنزيل الأموال، إلا أن الجميعابي نفى -في حديث صحفي سابق- إيمانه بقدرة الأشخاص على تنزيل الأموال، كما نفى أيضاً تسليمه المتهم أي مبالغ مالية لمضاعفتها. وقال الجميعابي إن ما قام به جاء في إطار مكافحته للظواهر السالبة المتمثلة في الفساد الأخلاقي المجتمعي.
الخبر أعاد إلى الأذهان قصص قيادات أخرى بارزة، قيل إنها تعرضت لذات الاحتيال، منهم القيادي بالمؤتمر الوطني، د. ربيع عبد العاطي.
وكان عبد العاطي قد أبلغ الشرطة أن عصابة تنزيل أموال مؤلفة من ثلاثة أجانب من جنسيات إفريقية نصبت عليه بدعوى استثمار أمواله، وأخذت منه مبلغ (68) ألف جنيه ولاذت بالفرار، فألقت الشرطة القبض على المتهمين بضاحية مايو جنوب الخرطوم وبحوزتهم جزءاً من المبلغ المسروق.
لكن عبد العاطي نفى لاحقاً أن يكون المتهمون قد عرضوا عليه مضاعفة أمواله بالتنزيل، وبمرور الأيام شطبت النيابة المختصة البلاغ، بعد أن استعادت الشرطة بالخرطوم جميع أمواله وسلمتها له عداً ونقداً، وأفرجت عن المتهمين.
ويتكتم مجلس المدينة في نفس الوقت على قصة احتيال أخرى تعرض لها رجل الأعمال عبد الله حسن البشير ومعه رجل أعمال آخر بالاحتيال عليهما عبر الدجل والشعوذة ، حيث أوهمها دجال سنغالي بمضاعفة أموال وأخذ منهما قبل ذلك مليوني دولار، وطالبهما في نفس الوقت بمبلغ (33) مليون دولار أخرى لكن لم يسلماه له بعد أن شعرا بوقوعهما في فخ الدجال، حيث توجها إلى الشرطة التي ألقت القبض على الساحر.
كل تلك الحوادث وضعت تساؤلات عن السر الذي يجعل شخصيات عامة وبارزة تقع في فخ الدجالين، وترى حسنة عبد الله عبد الرحيم، الاختصاصية النفسية بمركز الإكليل للتدريب النفسي، أن الشخص المحتال غالباً ما يمتلك ذكاء خارقاً لا يستهان به، وهبه له الله، لكنه يستغل ذلك الذكاء في طريق غير صحيح.
وأضافت في حديث لموقع (باج نيوز) أن المحتال وبقدرته تلك يمكنه إقناع أي شخص له منصب أو ليس له منصب، فمهما علا شأنه، يقدر المحتال على إقناعه والسيطرة عليه بإدراكه لمداخل كل شخصية، مشيرة إلى أن المحتالين يصطادون أصحاب الجاه والسلطان بغرض التباهي بذلك.
وشددت حسنة على ضرورة أن تحسب الشخصيات العامة كل خطواتها حتى لا يكون السياسي أو الشخصية العامة حديث الناس -على حد قولها- وعادت مؤكدة أن لجوء الإنسان لدجالين من أجل تثبيت الرزق أو مضاعفة أموال أو تثبيت كرسي السلطة مؤشر واضح على ضعف الإيمان.
التعليقات مغلقة.