(باج نيوز).. تجربة تستحق الاحتفاء
* بدأت علاقتي بالأخ الصديق مالك جعفر عبر صحيفة (النخبة) الرياضية، التي أصدرها في مطالع الألفية الجديدة، وسبقها بتجربة رائدة في مجال الإعلام الإلكتروني عبر موقع (سودانايل) الشهير، لذلك لم أستغرب معاودته الكرّة بتجربة إعلامية جديدة، يستطلع بها آفاق العمل في الصحافة الإلكترونية، عبر صحيفة (باج نيوز) التي ستدشن نشاطها اليوم، وسط حفاوة كبيرة من كل المهتمين بهذا المجال الرائد.
*)باج نيوز) ليست الأولى من نوعها في السودان، لكن الإمكانات التي رصدها لها ناشرها (إن صحت التسمية) تجعلنا نتفاءل بنجاحها، ونترقب تميزها، ولا نستبعد ريادتها، سيما وأنها ارتبطت بمجموعة من أبرز الإعلاميين الشباب المتسلحين بالعلم، والمستندين إلى نجاحات لافتة في مجال الصحافة الورقية.
* شباب طامحين، لا تنقصهم القدرات، ويتمتعون بزاد أكاديمي ومعرفي متميز.
* إذا كانت العولمة تعني في جوهرها رفع الحواجز والحدود أمام الشركات والمؤسسات والشبكات الدولية والاقتصادية والإعلامية والثقافية، كي تمارس أنشطتها الإعلامية بوسائلها الخاصة، وتحل محل الدولة في ميادين المال والاقتصاد والإعلام، فإن معالم الثورة التكنولوجية أتاحت لبعض الشركات العابرة للقارات إمكانية التحكم في صناعة المعلومة والاتصال والترفيه، من خلال شركات عملاقة وشبكات لدولية، لذلك لم نستغرب اتجاه بعض رجال الأعمال البارزين لاقتحام مجال صناعة المعلومة مؤخراً.
* مالك ليس وحده، فقد سبقه الأخ الصديق وجدي ميرغني لإنشاء قناة متخصصة، أصبحت من أبرز القنوات الفضائية السودانية حالياً، ونتوقع توالي اندغام رجال الإعلام في مجال الإعلام خلال الفترة المقبلة.
* لا غرابة، فالإعلام الإلكتروني سيمثل الساحة الرئيسة لشكل وآفاق الصراع في المستقبل.
* صراع محموم، وسباق ساخن، مداره ومثاره كيفية الحصول على المعلومة وتسويقها، باعتبارها السلعة الأغلى والأهم في العالم حالياً.
* أكبر شركات العالم وأضخمها هي العاملة في مجال تقانة المعلومات.
* تكنولوجيا الاتصال الحديثة وسائط ووسائل الاتصال الإلكترونية تلغي الحدود الجغرافية، وتقرب المسافات، وتسهّل الحصول على المعلومة في كل مكان وزمان، متخطية قيود الوقت والمسافة.
* الاتجاه للعولمة يزيد الحاجة إلى الاستعانة بالإعلام المتخصص، الذي يعتمد على تقديم رسائل متعددة تخاطب الحاجات الفردية والجماعات آنياً، وتلك ميزة تفتقر إليها الصحافة الورقية، وتمنح الأولى سلاحاً فتاكاً، يهدد الثانية بالموت الزؤام والفناء التام.
* ثورة الإعلام الجديد تسببت في فقدان الحكومات لميزة احتكار المعلومة، ودفعت بعضها إلى إعادة هيكلة نظمها الإعلامية، بتأسيس خدمات اتصال إلكترونية شبه حكومية، تستهدف تعزيز القدرة على المنافسة في سوق الإعلام الحديث.
* مع ذلك نكاد نجزم أن الهيمنة الحكومية على سوق المعلومات دالت إلى زوال، لأن الإعلام الجديد أزال القيود القديمة، وقضى على حواجز العزلة، وأحال (حارس البوابة) إلى التقاعد، بلا عودة.
* نحن نعيش في زمن الإعلام الجديد، الذي يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال، ويستند إلى بث تفاعلي، يختار فيه الفرد ما يحتاجه، ويشارك فيه بإعلام شخصي خاص، يمكن بموجبه لوسائل الاتصال أن تقدم لكل شخص ما يريد في الوقت الذي يريد، بلا خوف من قيود ولا كوابح تضعها حكومات أو مجموعات، لأن زمن الكبت الإعلامي ولى إلى غير رجعة.
* أمنياتنا للزملاء في (باج نيوز) بالتوفيق، ونعلم أنهم أهل له.
التعليقات مغلقة.