باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

هنادي الصديق: ضيف الوالي

بلا حدود

1٬165

عندما يهتف شاب يافع ينتظر تحقيق حلمه باكتمال بدر الثورة (لساها ما سقطت)، وعندما يرددها ويكررها شيوخ وحكماء المدن والقرى والحلال فينبغي أن نتوقف قليلا ونراجع ما تحقق منذ قيام الثورة المجيدة وحتى الآن.
شمال كردفان، واحدة من الولايات التي تستحق هتاف( لساها ما سقطت)، فالمؤتمر الوطني بأذرعه المتعددة لا زال مسيطرا على الولاية تماما مع ضعف بائن وعدم حيلة في مكون (قوى إعلان الحرية والتغيير)، فالوالي العسكري المكلف يتمسك بقوة بفلول المؤتمر الوطني حتى الآن، بل ويقطن معه أحدهم في منزله ويتمتع بكافة مزايا السكن مع الوالي، من تحرك مريح يومي لقضاء اغراضه الشخصية والعملية بسيارة الحكومة والتي عادة ما تكون (فل تانك) في أوج أزمة البنزين، ويمنحه من الوضعية ما يجعله يقدل شمالا ويمينا في شوار الولاية وكأنها أحد فلذات أكبادها وهو ليس جزء منها.
أقام الوالي المكلف مؤتمرا إقتصاديا برعاية العديد من (فلول) المؤتمر الوطني كانت ميزانيته حسبما تردد ليس بأقل من 6 مليار جنيه سوداني، كونت له اللجان ورصدت الأسماء المشاركة، وتمَ تقسيم اللجان للجان وانبثقت عنها لجان (وحدس ما حدس)، للأسف قوى إعلان الحرية والتغيير بالولاية وقفت موقفا سلبيا للغاية بمقاطعتها المؤتمر بدلا من رفضه والحيلولة دون قيامه والاستعانة بالمركز وهي الحكومة الآن، يحدث ذلك في ظل إنعدام الخدمات بالولاية وصفوف الرغيف والبنزين الممتدة من مدينة الابيض للقرى المجاورة لها.
أمر آخر ينتظر أن نسمع فيه رأي الحكومة ومجلس السيادة، وهو تشريف السيد عضو مجلس السيادة (صديق تاور) لإفتتاح مشروع توزيع (المواتر) الخاصة بمشروع إستقرار الشباب (تم توزيع 250 بدلا عن 1000)، وهو المشروع الذي يعتبر الأبرز للذراع الشبابي للمؤتمر الوطني المسمى (إتحاد الشباب الوطني) والذي يعتبر (ضيف الوالي) عضو المؤتمر الوطني الزين الدخيري جزءا أساسيا فيه، وملخص سريع لهذا المشروع، يعتبر منحة مقدمة من الحكومة الإسبانية لوزارة الشباب والرياضة الإتحادية، بمبلغ 9 مليون دولار، منذ عهد الوزير الأسبق محمد يوسف عبدالله الذي لم يستمر طويلا في الوزارة ليخلفه الوزير (حاج ماجد سوار)، والذي بدوره وجه هذا المبلغ لإتحاد الشباب الوطني بدلا عن الجهات الاساسية المعنية به حسب رأي الجهة المانحة بتقديم فرص العمل للشباب بالمناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات، ومنذ ذلك الحين لم نسمع بمشاريع حقيقة قدمت للشباب حتى الآن، رغم الزخم الذي يصاحبها.
للقارئ أن يتخيل أن يسافر عضو بمجلس السيادة لشمال كردفان ليشارك في تدشين برنامج خاص بالمؤتمر الوطني بدلا عن أن يسأل من اين لهم بهذه الأموال، وبدلا عن إصدار قرار بتحويل هذه المشاريع لتكون تحت تصرف الدولة ووزارة الشباب والرياضة الوعاء الذي يفترض أن تصب فيه جميع مشاريع الشباب، ورغم طلب السيدة وزير الشباب والرياضة ولاء البوشي من والي شمال كردفان المكلف إيقاف تنفيذ هذا المشروع فورا وعدم السماح لأي جهة خلاف الوزارة تنفيذه، إلا أنه وبكل أسف تم تكسير القرار تلبية لرغبات فتية المؤتمر الوطني المدللين حتى الآن بالولاية.
مدير مشروع استقرار الشباب هناك هو نفسه نائب رئيس اتحاد الشباب الوطني بالولاية، ولا زال مباشرا عمله بتقديم قروض للموظفين الشباب بغرض عمل مشاريع إستثمارية والغرض من كل ذلك خلق قاعدة وأرضية للمؤتمر الوطني بعد أن لفظه الشعب.
ومعروف أن ميزانية هذا الجسم الطفيلي كانت تخرج من القصر الجمهوري أيام حكم المخلوع، وكانت تمارس فيه الكثير من البرامج الوهمية والتي يتم إمتصاص ميزانيتها لصالح شباب الحزب المحلول، بينما بقية المشاريع كانت تتم لتمكين الحزب في قطاع الشباب.
المطلوب من لجنة تفكيك النظام وإزالة التمكين ومحاربة الفساد، وضع هذا الكيان الشاذ في قمة أولوياتها، ومراجعة ميزانياته وأصوله وبرامجه حتى توقف زحفه المستمر نحو الشباب وحاجتهم للمال لبث سمومه في جسد الثورة وشبابها الناهض. ويجب أن يتم إستجواب عضو مجلس السيادة صديق تاور عن هذا التصرف ومحاسبة والي الولاية المكلف وإنهاء تكليفه فورا، فقد وضح تماما أنه يوجَه طاقات وميزانيات الولايةِ لغير أغراض الحكومة الإنتقالية. ولنا عودة قريبا جدا للسيد (ضيف الوالي).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: