باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

عبدالحميد قرناص يكتب: آه يا زمن

730

انت ما عارف عيونك

انت ما عارف عيونك لما تكشحي وين بودوا

فى ذلك الزمن الجميل كان السفر بالبابور والصندلية والمحلبية والسرتية من أرقى العطور والجميلات فى الخدور حيث يتعذر الظهور إلا فى سوانح الفرص فى الغدو والبكور

ومن هذه السوانح ما اهتبلته حسناء المسالمة اذا كانت تكشح( موية الحوض) فى ساعة معلومة من النهار اعتمدها أصحاب القلوب الرهيفة توقيتا قرنتتشيا لهم فكان الواحد منهم اذا سؤل عن الوقت اجاب : الساعة كشحة إلا خمسة او كشحة وربع  وصاروا يمسحون هذا الشارع للتنعم باختلاس نظره ولو لمحة سريعة لتكون بعض من شماراته فى مجالس الإنس والقطيعة

شاعرنا سيد عبد العزيز ممن سمع بمواعيد الكشحة النهارية ولم يخالفه الحظ ردحا من الزمان وعرف انها أجرت تعديلا فى جدول كشحتها منعا للتطفل والقيل والقال فعاود الكره مساء وكم كان سعيدا حين صادفها هذه المره مساء ولكنها ما ان رأته أسرعت بالدخول ولكن هذى اللحظة كانت كافية لشاعر مثل سيد ان يلتقطها بعبنة ذات الخواص الكانونية (من كاميرا كانون)وكانت هذه الكشحة المسائية سببا فى قصيدة

حاول يخفى وهل يخفى القمر فى سماه

ابدا لا لا شفناه شفناه

حاول يخفى نفسو وغير اتجاهو

سطع النور فى افقو  وكل إنسان

وفي احد مقاهي ام درمان التقي مجموعة من شعراء الحقيبة  فاذا باحدهم كان يصف بنت راها في حي المسالمة او حي العرب  ووصفها بانها جميلة جمال مبالغ  فيه فما كان من الشاعر الكبير/ محمد بشير عتيق الا ان حفظ عنوان منزل الموصوفة وذهب يترصد بها وبعد ثلاثون يوما كاملة صادف توقيت كشحتها   ولم يرها سوي نصف دقيقة بالضبط فكانت هذه الشوفة سببا في ولادة قصيدة  الاوصفوك

الاوصفوك بالبدر او بالزهر هم ما انصفوك يا جميل الاوصفوك وهكذا الي نهاية الاغنية

 

وهكذا اشتهرت( ظبية  المسالمة )ذات الكشحة الرومانسية والتى كانت سببا فى اهتمام البنات بالبيئة المنزلية ونظافة الحوش والحوض معا وصار لكل حى ميعاد للكشحة كشحة الملازمين تختلف كما وكيفا عن كشحة ودنوباوي مثلا ولا تحدثني عن كشحة العمارات وحى الزهور كم زحلقت من عشاق و مغرمين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: