باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

رغم مبادرة “ترحيلك علينا”.. طلاب لا زالوا عالقين

1٬352

الخرطوم: باج نيوز
السبت 14 مارس الحالي، قررت الحكومة السودانية إغلاق الجامعات وإخلاء السكن الداخلي، ضمن إجراءات مواجهة جائحة “كورونا”، الامر الذي وضع الطلاب الذين يقيمون بالداخليات والمجمعات السكنية في وضع حرج وحيرة من أمرهم، وأصبحوا عالقين في العاصمة الخرطوم بلا مأوى في انتظار الحل، قبل ان يتجه بعض الشباب لإطلاق مبادرة “ترحيلك علينا”، وبالرغم من التحركات التي تمت ونقل عدد كبير من الطلاب إلى ولاياتهم إلا أن هناك طلاب لا زالوا عالقين حتى اللحظة!.
مشكلات متعددة
ابتسام آدم- (22 عاماً)- تدرس بكلية التربية في جامعة بحري، لا زالت تبحث عن وسيلة للسفر إلى أسرتها بمدينة الضعين شرق إقليم دارفور دون جدوى.
وتقيم ابتسام حاليا مع أقاربها بالخرطوم بسبب الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر الحافلات، حيث قفز سعر التذكرة من ألف جنيه سوداني إلى (5) آلاف جنيه بعد قرار إخلاء السكن الجامعي.
لم تكن ابتسام وحدها التي تأثرت بقرار إغلاق الجامعات وإخلاء الداخليات، الذي تزامن مع أزمة حادة في الوقود تشهدها البلاد منذ أكثر من (3) أشهر، فهنالك آلاف الطلاب من مختلف جامعات العاصمة واجهوا الأزمة ذاتها، ولا يزال المئات من الطلاب والطالبات عالقين في الخرطوم، ويحاولون الوصول إلى وجهاتهم في مدن وقرى دارفور وكردفان غربي البلاد.
الطالب الحاج عبد المنعم- (21 عاماً)، والذي يدرس في كلية علوم الحاسوب بجامعة الزعيم الأزهري، يحاول الوصول إلى عائلته بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، دون جدوى فقرر الاعتصام مع مئات من أقرانه في ساحة مسجد الخليفة بمدينة أم درمان، قبل ترحيله أمس من قبل أصحاب المبادرة.
وقال الحاج في حديثه لـ(باج نيوز)، إنه كان يقبع في (حوش) الخليفة وبمعيته أكثر من (700) طالب وطالبة، وتم ترحيلهم فجر أمس الى مدينة الفاشر، ولكن عدد الحافلات كان غير كافٍ لنقلهم، مما ترك أكثر من (80) طالباً عالقين الآن بام درمان.
وقالت رانيا أحمد عبد الرحيم- (24 عاماً) وهي طالبة في كلية الاقتصاد بجامعة السودان لـ(باج نيوز)، إنها تسكن في مدينة النهود غرب البلاد، وتمكث مع أقاربها بمنطقة السلمة جنوبي الخرطوم منذ قرار إخلاء السكن الداخلي.
وأضافت: “سعر التذكرة الواحدة بلغ (3) آلاف، وأشارت إلى أن الحكومة لم تتواصل معهم بشأن الترحيل، وأن رفيقاتها اللائي يسكن في مدن قريبة للخرطوم سافرن عبر مركبات خاصة.
“ترحيلك علينا”
وقد نشطت مبادرة لترحيل الطلاب، للمساهمة في إيجاد حلول للطلاب العالقين، والتي نجحت في ترحيل عدد كبير من الطلاب إلى ولايات السودان المختلفة.
وقالت صاحبة المبادرة، عزة الكنزي لـ(باج نيوز)، إن المبادرة انطلقت قبل أكثر من أسبوع، وتم ترحيل (430) طالباً في (9) حافلات وكانت وجهتهم إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، وأن جملة الكلفة بلغت (710) آلاف جنيه.
وأشارت إلى أن بعضهم منحوا نثريات للسفر من المدينة إلى مدن أخرى داخل إقليم دارفور.
وأوضحت عزة أنهم تمكنوا من ترحيل (9) طلاب آخرين بصورة فردية إلى عدد من ولايات السودان المختلفة. وذكرت أن ترحيلهم كلف نحو (50) ألف جنيه سوداني.
وأكدت عزة أن المبادرة طوعية، تعمل على جمع التبرعات من الخيرين، وتنفقها على تكاليف ترحيل الطلاب، وقالت إن الحكومة لم تمد لهم يد العون، سواء بالدعم المباشر أو تسهيل المهام، فضلاً عن أن أصحاب الحافلات استغلوا الظروف التي تمر بها البلاد، ما جعلهم يرفعون قيمة التذاكر.
واعتبرت أن قرارات الحكومة في إطار الوقاية من “كورونا” كانت أكبر تحدي واجههم، خاصة أنها صدرت في وقت وجيز. وقالت إن العديد من الشركات التجارية لم تستجب لطلبات مبادرتهم بالمساعدة في ترحيل الطلاب، إلا بعد أن تجمهر الطلاب في شوارع أم درمان، لتسارع بعدها الشركات من أجل الدعاية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: