المهدي: فوجئنا بالإجراء الذي اتخذه رئيس الوزراء

الخرطوم: باج نيوز

قال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، إن حزبه تفاجأ بالإجراء الذي اتخذه رئيس الوزراء مؤخراً بإجراء تعديلات وزارية.

وأوضح المهدي في تصريح صحفي اليوم “السبت”، أنه زاره أمس وزير المالية المستقيل د. إبراهيم البدوي، وأبلغه بعدم مراجعة موقفه بعد الاستقالة.

وأضاف: “قلت له إن حزب الأمة كان يتوقع أن يكون إصلاح مجلس الوزراء ضمن إجراءات العقد الاجتماعي الجديد المقترح، لأن الإصلاح المطلوب جذري ويتناول كل منظومة مؤسسات الفترة الانتقالية، ولكننا فوجئنا بالإجراء الذي اتخذه رئيس الوزراء، وكنا قد بعثنا له لجنة تبين له رأي الحزب، لجنة التقته يوم 8 يوليو الجاري”.

وتابع بأنه قال للبدوي: “منذ انتصار الثورة ظهر في إدارة شؤونها تياران: تيار راشد وتيار حالم”. وأشار إلى أن التيار الحالم كان ينادي بالمليونية لدعم أي طلب، وينادي بمنازلة المجلس العسكري، ويقرر الإضراب العام المفتوح والعصيان المدني المفتوح، وهلم جراً، والتيار الراشد حرص على أن تكون آلية المليونية والاعتصام في الأمور المهمة، ويرى التحالف مع العسكريين في الفترة الانتقالية ضرورياً، ونبه إلى أنهم أول من نادى بضرورة الاعتصام لمواجهة النظام المباد. “ولولا التوازن الذي حققه موقف التيار الراشد لأورد التيار الحالم مورد التيه”.

وأوضح أن التيارين على طرفي نقيض حول الإدارة المالية والاقتصادية، فالتيار الراشد يرى ضرورة الإلتزام بقوانين علم الاقتصاد، والاعتراف بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية للتوافق معها لا لمواجهتها بالعداء، ونوه إلى أن دولاً كثيرة فعلت ذلك فكوريا الجنوبية الرأسمالية وفيتنام الشيوعية كلاهما حقق تنمية اقتصادية باهرة في توافق لا تناقض مع المنظمات الاقتصادية الدولية.

ونبه إلى أن حزب الأمة لم يقترح اسم البدوي لأن مبدأه كان تجنب المحاصصة، ولكن عندما تم تعيينه لم يعترض لأنه فعلاً مؤهل، وقال مخاطبا البدوي “إنه إذا تأكد أن إدارة المالية ستكون ذات ولاية على المالية، وإذا كان النهج المعتمد هو احترام قواعد علم الاقتصاد والحوار التوافقي مع المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، وإذا كان المبدأ السائد في مجلس الوزراء هو المسؤولية التضامنية “فأنا من باب المصلحة الوطنية لا من باب التقدير لنفسك ولا من باب مصلحة حزبية سوف اترافع معك لمراجعة موقفك من الاستمرار في الاستقالة، أما بغياب تلك الأسس فسوف أوافقك على موقفك تماماً لأن التيار الحالم سوف يودي بالاقتصاد الوطني”.

وأكد المهدي أن حزبه من حيث المبدأ يدعم مؤسسات الفترة الانتقالية دعماً يحقق جدواها ويحميها من خزعبلات التيار الحالم.

ودعا البدوي إذا لم يعد للوزارة بالأسس المطلوبة أن يبقى في السودان، وأن يؤسس– مثلاً-think tank  اقتصادي لاستيلاد الأفكار المطلوبة لإصلاح الاقتصاد في السودان،

وأقر المهدي بأن الحماسة الثورية مهمة جداً ولكن ينبغي مراعاة التوازن.