الخرطوم: باج نيوز
أوضاعاً مأساوية تواجه السودانيين العالقين في المعابر الحدودية بالجانب المصري مازال بعضهم منذ “الأربعاء” الماضي في العراء تقطعت بهم السبل والأسباب يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، غالبيتهم من المرضي ومرافقيهم وتجار وطلاب، وصلوا منطقة “السباعية” التي تبعد “120” كيلو من “أسوان” بعد أن نما إلى علمهم قرار فتح المعابر لـ “48” ساعة لكن خاب فألهم وضل سعيهم فأوصدت أمامهم الأبواب وأكتشفوا الحقيقة المرة بعد وصولهم أن القرار لا يشمل السودانيين العالقين بمصر لجهة أنها من الدول الموبوءة بـ “كورونا”.
بداية المشكلة
محمد عمر زروق محمد، أحد العالقين في منطقة “السباعية” يروي لـ “باج نيوز” معاناة السودانيين هناك، أوضح أن المشكلة بدأت يوم “الأربعاء” الماضي، بعد أن سماعهم أن السلطات السودانية أعلنت عن فترة سماح مُحددة بـ “48” ساعة لدخول العالقين للبلاد.
وأوضح أن عدداً من البصات السفرية وصلت إلى منطقة “السباعية” تباعاً وبلغ أعداد القادمين عبرها حوالي 1200 سوداني.
حجزتها السلطات المصرية من الوصول إلى أسوان ومنها إلى المعبر وأبلغتهم أن المعبر مغلق من الجانب السوداني، وقال إنهم تفاجأوا بأن القرار لا يشمل دول الإصابة ومن ضمنها مصر، وأشار إلى أن السلطات في الخرطوم كان عليها أن تحدد منذ البداية أن القرار لا يشملهم لا أن تأتي لاحقاً في اليوم الثاني لتعلن أن الإجلاء لدول بعينها، وأضاف “نتأسف لقرار السلطات ونتسأل لماذا فضلت دخول عالقين في دول أخرى دون مراعاة للمساواة في حين أن بلدان العالم أجلت رعاياها”.
مرضى كبار سن
أكد زروق أن حوالي 80% من السودانيين العالقين في المعابر الحدودية مع مصر “مرضى” وصلوا مصر بغرض السياحة العلاجية بجانب عدد من التجار والطلاب ، وأوضح أن المنطقة المتواجدين فيها “السباعية” عبارة عن خلاء وتبعد “120” كيلو من أسوان وبها كافتريا ونقطة بوليس مصري.
وكشف أن عدد البصات التي وصلت المعبر تبلغ حوالي “26” بصاً وتزايدت لاحقاً أملاً في فتح المعبر.
تجاهل القنصلية
يحكي زروق أن الظروف التي يعيشها العالقين أقل ما توصف بأنها مأساوية، كبار سن ومرضى بينهم نساء في العراء يقضون يومهم بين البصات والكافتريا بعضهم أنتهى ما كان يحمله من مال، وأكد أن إتصالاتهم بالقنصل السوداني في أسوان كانت بلا فائده ولم تُثمر غير الوعود وقال “صدمنا بضعف تجاوب القنصلية والسفارة في القاهرة وأقل ما نوصف موقفهم بالمُخزي للأسف”.
وأوضح أنه وصلهم شخص عرف نفسه بأنه القنصل السوداني المقيم في أسوان وصل برفقة حراسة مصرية، وبعد أن حاصره العالقين بالأسئلة لاحقاً أقر بأنه موفد من القنصل وأتى ليقف على مشاكلهم ويرفع تقرير للإجتماع المرتقب بالسفارة السودانية في القاهرة.
السلطات المصرية
تدخلت السلطات المصرية لإحتواء الموقف ومعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة للعالقين، وقال زروق “وصلنا لواء عرفنا أنه نائب مدير أمن أسوان أكد لنا بكل وضوح أنه محكوم بمواثيق دولية ولا يستطيع أن يفتح المعبر من إتجاه واحد إلا في حال تجاوب الجانب السوداني أيضاً”.
وأوضح زروق أن العالقين بينهم مرضي لديهم جلسات راتبة لغسيل الكلى أشار إلى أن بعضهم يمتلك المال رجع إلى القاهرة ومنهم “2” لم يتمكنوا من مغادرة “السباعية” وتدخل الأمن المصري ووفر لهما “إسعاف” لإجراء جلسات غسيل الكلى بمستشفى “الأقصر” التي تبعد حوالي “3” ساعات من المكان، فضلاً عن تكرمه بتقديم أكل “معلبات” وتوصيل “الخبز” لهم بصورة يومية، وأضاف زروق “بل زاد على هذه الخدمات أن وفر فرشات لينام عليها كبار السن والمرضى والنساء في الكافتريا” وتابع “وصلنا لقناعة أن الأمن المصري قدم لنا خدمات أكثر من دولتنا”.
تدخل سودانيين
قال زروق إن بعض العالقين ممن تبقت لديهم أموال رجع على نفقته الخاصة إلى القاهرة بعد أن أصبح القنصل لايرد على مكالماتهم الهاتفية.
وكشف عن دور مؤثر لناشطين سودانيين مقيمين في مصر بعضهم رجال أعمال وطلاب قادوا مبادرة لإرجاع العالقين في “السباعية” إلى القاهرة وتوفير سكن لهم، وقال “من يفضلون البقاء في أسوان خاصة التجار وأصحاب البضائع كانت المحاولة أن يتم توفير سكن لهم أيضاً لكن القنصلية السودانية في أسوان لم توقع للسلطات المصرية على تصريح أمنى يضمن بقائهم في أسوان حتى الأمس”.
وأوضح زروق أنه بعد تدخل السودانيين تمكن ضمن آخرين من الروجع للقاهرة وقال “قابلنا مجموعة من الناشطين ومنظمات مجتمع مدني لسودانين مقيمين في مصر، وتم توزيعنا على شقق هي في كمساعدة للعالقين”.
وأكد أن عدد من البصات وصلت القاهرة وبعضها في أسوان، وأشار إلى أن تنفيذ حظر التجوال في مصر أعاق وصول بقية العالقين.
وشدد زروق على أن السفارة دورها أقتصر على التنسيق وكل ما تم تقديمه من مساعدت كانت من قبل ناشطين سودانيين مقيمين في مصر من “سكن وإعاشة” كان لهم الدور الكبير والقدح المعلى في تخفيف أزمة العالقين في المعابر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.