باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

حسن بشير: سرّ العودة.. وألم الغياب

1٬040

*عندما تعرّض لاعب وسط المريخ ضياء الدين محجوب إلى الإصابة في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي من البطولة العربية أمام النجم الساحلي التونس، العام الماضي، تألّم الجميع كثيرًا على فقدان المريخ لأحد أبرز لاعبيه خاصة وأنّ ضياء وقتها كان يمثّل رقمًا صعبًا في توليفة الفريق ومحورًا مهابًا وقويًا وعامل مهم في نجاح الفرقة الحمراء في تجاوز خصومها.

*أذكر الكثير من الكواليس في تلك المباراة، التي بكى فيها اللاعب بحرقة عقب خروجه ولم يقو على المشي حتى، وهو الأمر الذي أحزن كل من كان موجودًا في الملعب خاصة وأنّ المصاب صغير في السن وموهبة وقبل كل هذا وذاك إنسان خلوق ولكنها أقدار كرة القدم والحياة عموماً.

*ولأنّ أيّ لاعبٍ في مكان ضياء كان يمكن أنّ تنهي هذه الإصابة مسيرته ودنيا أحلامه كان الأمر مختلفًا تمامًا بالنسبة للاعب المريخ الذي بدأ رحلة علاجه من المكان الذي تعرض فيه إلى الإصابة، لم يفكر طويلاً وذهب إلى الطبيب التونسي في اليوم التالي، ورغم أنّه استقبل خبر الإصابة الأليمة بحزن بالغ إلاّ أنّ كلّ من كان متواجدًا معه حثّه على ضرورة الخضوع إلى العملية والعلاج وأكّد عودته إلى الملعب قويًا كما كان.

*رحلة علاج ضياء لم تكن سهلة، حضر اللاعب إلى السودان من تونس عقب خضوعه إلى العملية، وأذكر أنّني زرته برفقة الأخ العزيز مبارك بكري ووجدناه يتوكأ على عصا واستقبلنا بابتسامةٍ جميلة أكّدت مدى عزمه ورغبته في تجاوز المحنة التي مر بها.

* لم يمكث نجم الأحمر كثيرا بالخرطوم، عاود الذهاب من جديد لكن هذه المرة كانت الوجهة مختلفة وهي العاصمة القطرية الدوحة التي بدأ فيها اللاعب مشوار المرحلة الثانية من العلاج وحتماً كانت هي الأصعب.

*خضع لاعب المريخ إلى برنامجٍ مكثف بالمستشفى الكوبي بمدينة دخان على يد أخصائي ماهر وبمتابعة من رابطة الدوحة بقيادة مولانا مجذوب والمريخي الأصيل د محمد عبد العظيم الذي تابع علاج اللاعب من الألف إلى الياء هناك وآخرين.

*ضياء الذي يكاد صوته لا يسمع، لم يستسلم وكان قوياً خلال البرنامج الشاق الذي خضع له بالدوحة وهو ما جعل الأخصائي الكوبي يتنبأ بالعودة السريعة له بسبب التزامه.

*قاوم اللاعب الآلام الغياب عن أسرته وبالأخصّ والدته التي يحبها بشغف والتي كانت تبكي كثيرًا عند الحديث معه.

*ودّع اللاعب الدوحة بعد الفراغ من العلاج الطويل، بكى كثيرًا في مطار قطر حسب محدثّي آنذاك الذي أكّد بأنهم واثقون من عودة اللاعب قويًا كما كان وتحدث عن ضياء بإعجاب كبير  مؤكداً بأنه لا يشبه كثير من النجوم واصفاً إياه بالانسان المتواضع واللاعب الخلوق الذي يستحق ارتداء شعار المريخ.

*عندما وضع مدرب الزعيم الكابتن جمال أبو عنجة، لاعبه ضياء في التوليفة الأساسية لمواجهة الخرطوم أشفق كثيرون على وضعيّة اللاعب خاصة وأنّه عائد من إصابة صعبة تحتاج إلى تدرّج،ووقتٍ طويل حتى يستعيد أنفاسه لكنّ ضياء لم يخذل الجهاز الفني قبل التحدي، وشارك ورفض فكرة الاعتذار وهو أمرٌ يؤكّد مدى رغبته وطموحه وعزيمته.

أخيرًا

*كرة القدم إرادة وعزيمة لا مكان فيها لليأس والاستسلام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: