باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

السودان: محاولات الإفلات من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب

2٬519

الخرطوم : محمد علي فزاري

بشّر رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك الشعب السوداني برفع بلاده من قائمة واشنطن السوداء ضمن الدول الراعية لإرهاب كاشفاً عن اتصالات سيجريها في القريب العاجل مع صناع القرار في الإدارة الأمريكية.

في الأثناء، كثر الحديث بشأن محاولة تقوم بها حكومة حمدوك لإحداث اختراق في هذا الملف المهم والحساس عقب أكثر من 25 عاماً ظلت خلالها واشنطن تشترط تحقيق السلام والتحول الديمقراطي في السودان قبل إزالة اسمه من قوائم الدولة الراعية للإرهاب.

تعنت الإدارة الأمريكية

رغم الآمال العريض التي وضعها حمدوك في مستهل خطابه المتفائل إلا أن مراقبون يرون عكس ذلك في ظلل تردد الإدارة الأمريكية واشتراطاتها المتعددة إلى ذلك يقول المحلل الاقتصادي أبوالقاسم إبراهيم، وضع شروط مسبقة اصبح هو محل نظر في حد ذاته ويصف شروط واشنطن للمبادئ الأمريكية، خاصة أن حكومة حمدوك بعقوبات بسبب جرائم لم ترتكبها واصفا الأمر بمثابة عقاب للثورة السودانية.

وأشار أبوالقاسم في حديثه لـ( باج نيوز) أن هنالك تعسف في الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الملف السوداني وانه لا توجد مبررات موضوعية، الأمر الذي يجعل حكومة حمدوك تواجه تحدي أمني اقتصادي. ويضيف لابد أن تتعامل حكومة حمدوك الجديدة مع الإدارة الأمريكية استناداً على مبدأ الندية وليس مبدأ البقاء على كرسي الحكم الذي كان يستخدمه النظام السابق.

تنازلات بلا ثمن

و حول المسار الجديد الذي يمكن أن تتخذه إدارة حمدوك في التعامل مع الإدارة الأمريكية يقول أبوالقاسم، أنه ينبغي على الحكومة الجديدة في الخرطوم التركيز على الجانب التشريعي في الإدارة الأمريكية خاصة الكونغرس بغرفتي مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وحذر من التمادي في سياسات النظام السابق الذي كان يقدم تنازلات بلا ثمن. ويؤكد انه بمجرد سقوط نظام الرئيس عمر البشير يحتم على الإدارة الأمريكية رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي السياق شدد إبراهيم على ضرورة أن تراجع الإدارة الأمريكية موقفها من مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان خاصة أن السودان مهدد بقضايا اقتصادية أمنية تستدعي الوقوف معه في الوقت الحالي لتجاوز تلك العقبات.

وبحسب إبراهيم ما لم يتم رفع السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب سوف تجهض الثورة السودانية دون توقعات بأي إنعاش اقتصادي أو استقرار سياسي في هذا البلد الافرو عربي الذي يعاني شبح الانهيار الاقتصادي.

حمدوك وفك الشفرة

قال الصحفي والمحلل السياسي خالد الفكي سُليمان، إن رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان د. عبد الله حمدوك بلا شك سيكون أمام تحدٍ كبير في عدد من المسارات المتعلقة بإيجاد حلول لازمة البلاد وحتما علي رأسها ملف إزالة الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

الفكي يري أن حمدوك ربما سيكون محظوظاً بفضل عدد عوامل مساعدة وداعمة لفك شفرة عودة السودان لوضعه الطبيعي بين دول العالم إذْ أن سقوط نظام البشير صاحب المشروع الراديكالي ذي المسار المرتبطة بالتطرف والإرهاب يُعتبر عاملاً رئيساً في وضع الرجل -حمدوك- أولى قدمي حكومته في محطة العهد الجديد خاصة العلاقات الجيدة مع واشنطن.

كما أن تعهدات وتأكيدات مسؤولي الإدارة المتعلقة بان بلادهم ستختبر التزام الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان بحقوق الإنسان وحرية التعبير والوصول الإنساني سيكون أمراً حافزاً لجعل حكومة حمدوك اقرب إلى المؤسسات الأمريكية لتنظر في حل القضايا السودانية الشائكة دولياً وإقليمياً.

ووفقاً لـ”الفكي” ان واشنطن ترغب في استقرار السودان علي كافة المستويات خاصة الأمنية في ظل التوتر في منطقتي البحر الأحمر والخليج العربي بما يجعل طريق حمدوك لفك عقدة الـ(20) عاماً سالك إلى حدٍ كبير وان التفاؤل سيد الموقف حالياً.

منصات دولية

أكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في زيارته للسودان أن بلاده سوف تبذل أقصى جهودها لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقال الوزير الألماني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن علي الحكومة السودانية أن تتخذ بعض الإجراءات التي تتعلق بتحقيق السلام لجعل ذلك ممكناً.

ويبقي السؤال بعد زيارة الوزير الألماني وتوقعات زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان: هل ستلفح جهود الأوروبيين في رفع أثقال العام سام على كاهل الحكومة السودانية ؟!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: