باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: قبل أن يفوت القطار

3٬144

بسرعة شديدة، لُغّمت الأجواء بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي.
تصعيد مفاجئ لا يُنبئ بخير، أدى بأن تُصدر قوى التغيير جدولاً لتصعيد الاحتجاجات لمدة أسبوع، وهو الجدول الذي اختفى مباشرة بعد سقوط النظام.
هذه المرة يتضمن الجدول مواكب عصرية وليلية تتجه إلى ساحات الاعتصام، بالإضافة إلى مواكب للمهنيين تحضيراً للإضراب العام.
كثيرون يَرون أن المجلس بات ضعيفاً غير قادر على اتخاذ قرار رغم ما يبديه من حسن نوايا وتصريحات إيجابية، والسبب أن خياراته محدودة أو ربما معدومة.
لن يجدي نفعاً إجراء انتخابات، فمن سيجلس ويحضر لها؟ أأحزاب الحوار الوطني؟ أم أتباع المؤتمر الوطني؟
وهل هذه الخطوة يمكن أن تسهم في قليل من الاستقرار؟
أمس (الأحد) توقفت شوارع الخرطوم ورَكَن المارة سياراتهم وذهبوا إلى أماكنهم سيراً على الأقدام، فحتى الزحف كان صعباً، أو ربما مستحيل.
محتجون أغلقوا شارع النيل، وأفراد من القوات المسلحة أو الدعم السريع أغلقوا أحد الكباري في وجه المارة والثوار، حتى لا يصلوا إلى القيادة العامة.
طلبت قوى الحرية والتغيير مهلة فأجلت اجتماعها مع المجلس مرتين، كانت الأولى السبت والثانية الأحد، وهو تأجيل لم يعد مبرراً في ظل الوضع الماثل.
إن كانت قوى التغيير تقول إنها تريد حلاً خلال 72 ساعة، فأولى لها وأولى أن تُسرع في حسم تبايناتها ووضع تصوراتها بدلاً عن التأخير الذي يضر ولا ينفع، فمن يلوح بالإسراع عليه أن يتصف بالعجلة.
والمجلس كأنه يستفيد من الوضع الماثل، فلا يهمه أي انفلات أمني يحدث في أي منطقة سواء كانت في الخرطوم أو الولايات، ولا يكترث بأي تردٍّ للخدمات، فالإجابة عنده باتت واحدة “لن نسمح بالفوضى ولن نفض الاعتصام”.
مد الجرزة وإبداء حسن النوايا، ثم التواكل والتكاسل عن أداء أي واجب.
الولايات تعاني من تردٍّ واضح والمجلس يتحدث عن دوماً عن “مسار القطار” الذي يغلقه الثوار.
سين سؤال: ما علاقة انقطاع المياه بمسار القطار؟
أكدت قوى الحرية والتغيير أنها اتفقت مع هيئة السكة الحديد حول عمل القطار وساعاته، ومازال المجلس يردد “القطار القطار..”.
مشكلات في الشرطة، واختفاء تام لجهاز الأمن ومنسوبيه، وانتشار للدعم السريع داخل القيادة، وتباين بين القوات المسلحة.
عوامل خارجية مورست على المجلس، وها هي تنتقل لبعض كتل قوى التغيير، والشارع في الانتظار..
لكن انتظار إلى متى؟
رجاءً.. لا إلى أن يفوت القطار..!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: