باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

ميدان الإعتصام .. صك المغادرة وشروط البقاء!!

1٬124

الخرطوم : باج نيوز

قلق المحتجون علي ثورتهم، حتي في وابل القرارات التي تتنزل بين الفينة والأخري في سبيل تصفية النظام القديم، مبرر بالنسبة للكثيرين بسبب شكوك تساور المعتصمين، حيث ما تزال مخيلتهم تحتفظ ذات بصور “أسيفة” للدولة المعزولة قبيل أيام، ولا مناص بالنسبة لرؤية المستقبل الا في البقاء في ميدان الاعتصام قبالة القيادة العامة، قبل تجلية أرضية الميدان من أثار المداومة فيه لأكثر من اسبوع ونيف، كمطلب بات مثار نزاع مع السلطة الجديدة التي يمثلها المجلس العسكري الانتقالي>

(1)
أنتهت محاولات الحكومة السابقة لفض الاعتصام بالقوة امام القيادة بإسقاطها، وهاهي الحكومة الحالية تشرع هي الاخري في محاولات تفريق جموع المعتصمين، لكن الة نداء تجمع المهنيين سرعان ما تعيد بث صرختها للجميع بالقدوم لمقر الاعتصام، بامل مقاومة محاولات تفريق، حيث دعا تجمع المهنيين صبيحة اليوم (الاثنين) لسرعة العودة الي الميدان، وقال ان هنالك من يسعي لاعادة قلب الطاولة علي الثوار، وراي في بيانه ان التمسك بالاعتصام هو السبيل الوحيد لنجاح الثورة، ورغم ان البعض كان يشكك في دعوات المهنيين في ظل بعث ألة اعلام الدولة السابقة ونشاطها في “السوشال ميديا” الا ان الميدان أمتلأ بالمحتجين في غضون ساعات وبدأ الهتاف من جديد يندد بالمحاولة لفض الاعتصام>

(2)
بالتأكيد لا يمكن تجاهل إلتزام المجلس العسكري الانتقالي لأكثر من مرة بان فض الاعتصام لن يتم بالقوة، اذ ان ذلك التعهد هو رأس الرمح في التغيير نفسه، خاصة وان الناطق الرسمي بإسمه الفريق شمس الدين كباشي كان قد أكد في مؤتمر صحفي امس بانهم لن يفضوا الاعتصام بالقوة، باعتبارها نقطة الخلاف الجذرية التي تولدت منها عملية التغيير الحالية، وهو ذات ما أكده رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري الانتقالي الفريق اول عمر زين العابدين، رغم انه قد أشار بغلظة الي انه ليس من حق البعض التعدي علي حرية الاخرين في اشارة الي المعتصمين باغلاق الطرق والمعابر امام حركة المارة، وهو ما قاد لتغيير عهدة الفريق احمد عوض ابنعوف القصيرة أيضاً.

(3)
تتجلي حيثيات الصراع في “رمزية” الاعتصام بإعتبارها سلطة حقيقية وموازية، ربما تري فيها السلطة الجديدة انتقاص لدورها كسلطة تدير البلاد الان، وفي مساندتها الفعلية للابقاء علي الاعتصام، بينما يراها المحتجين “مركز” أساسي لانطلاق ثورتهم التي قادت لاسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وضمانة لاستمرار وتنقيح شوائب وبثور بدأت هنا وهناك في وجه الثورة المجيدة، وفوق كل ذلك لايمكن اغفال حيثية حديث رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير بأن ضغط المعتصمين هو ما مهد الطريق امام المجلس الانتقالي الحالي لاقالة ابنعوف

(4)
ومثلما يسِم البعض موقف المعتصمين وبقائهم في الميدان بالتعنت، ايضا يذهب اخرين للتحليل بان المجلس الانتقالي يسرع للاستحواذ علي السلطة، وتفكيك رابطتها الأساسية، وبالتالي الانفراد بالحكومة الانتقالية القادمة ووضعها تحت سيطرته، ليتمكن من إنجاز أي خطة قد يصيبها الالتباس بسبب الضغط الشعبي الثائر في ميدان الاعتصام، صحيح يبدو ان تفريق المعتصمين بالقوة امرا مستبعدا، لكن لن تعوز السلطة حيل تهويده والإجهاز عليه بخطط ناعمة من الخارج بتثبيط المشاركين، او اغلاق منافذ الدخول اليه وحصره في مكان أضيق مما هو عليه الان، وهو ما سيقود في الاخر لمزيد من التعنت، ليبقي الحل الاسهل للحكومة ايجاد حلول أسهل تتمثل في تنقية الاجواء العامة من العهدة السابقة، وعدم إرسال رسائل يفهم منها ان السلطة الحالية ما تزال تحتفظ بود للعهدة المخلوعة، وهو ما سيقود لفض تلقائي للاعتصام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: