باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

حاج ماجد سوار يكتب: العودة إلى الخرطوم بين الواقع و المأمول (١)

205
*بدءاً و قبل الخوض في موضوع المقال لا بد من الإشادة بجيشنا العظيم الذي تصدى لأكبر مؤامرة تتعرض لها دولة في العصر الحديث ، و خاض واحدة من أعقد الحروب (حرب المدن) بإحترافية و مهنية عالية شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء فبفضل الله تمكنت قواتنا و القوات المساندة لها من هزيمة المليشيا و إخراجها من العاصمة بأقل الخسائر وفق المعايير الدولية و في وقت قياسي مقارنة بقوة العدو و انتشاره في معظم أنحاء و مناطق الولاية و يتجلى ذلك بوضوح لكل عائد أو زائر !!
*العودة إلى العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة (الخرطوم ـ أمدرمان ـ بحري) و محلياتها السبعة هي رغبة و حلم كل الذين أجبرتهم الحرب و مليشيا الجنجويد الإماراتية المجرمة الإرهابية على مغادرتها (نزوحاً) داخلياً أو (هجرةً) خارجية ، حيث عاشوا طوال مدة الحرب و حتى تحرير كامل الولاية قبل حوالي شهر تقريباً صنوفاً من المعاناة تتفاوت درجاتها حسب الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية للفرد النازح أو المهاجر ..
*و مما لا شك فيه أن ولاية الخرطوم و بحكم أنها العاصمة السياسية و الإقتصادية للبلاد فقد وقع عليها العبء الأكبر للحرب ، و تعرضت مرافقها الخدمية و العامة و بنيتها التحتية و الإقتصادية لتخريب ممنهج أحدث دماراً هائلاً ، و كذلك تعرضت منازل المواطنين التي كانت تحتلها المليشيا و ممتلكاتهم الخاصة للسرقة و التخريب و في بعض مناطق كرري و أمبدة و امدرمان تم سرقة حتى أسقف المنازل ، أما أكثر القطاعات تضرراً فهو قطاع الكهرباء حيث تمت سرقة و تدمير المحولات و الكوابل و التوصيلات الداخلية للمنازل و المؤسسات و المرافق الحكومية و الخدمية .
*من المؤكد أنه لا بد أن تتم عمليات حصر و إحصاءات دقيقة للأضرار التي ألحقتها مليشيا الجنجويد الإماراتية المجرمة الإرهابية بالعاصمة و الولايات لأغراض التخطيط و برنامج إعادة الإعمار .
*حسب القوانين الطبيعية للهجرة و الدراسات السابقة للحالات المماثلة فإن
حوالي 15% من النازحين و المهاجرين لن يعودوا إلى المناطق التي خرجوا منها لأنهم غالباً ما يكونوا قد كيَّفوا حياتهم للتعايش مع الظروف و الأوضاع الجديدة ..
*خلال تواجدي بالعاصمة منذ حوالي أسبوعين قمت بجولة واسعة في جميع المحليات الأمر أتاح لي معرفة حجم الخراب و الدمار الذي تعرضت له و الإطلاع على كثير من التفاصيل و الجهود الميدانية المبذولة لتيسير العودة ، و كذلك تكشفت لي جوانب القصور و هذا ما سأتطرق له في الحلقات القادمة بإذن الله .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: