باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مدرب المريخ الفرنسي قوميز في حوار مثير

4٬822

الخرطوم: باج نيوز

لساعة من الزمن داخل فندق كنون بالخرطوم (2) جلسنا إلى مدرب المريخ الفرنسي غوميز، وقلبنا معه بعض الأوراق حول رؤيته لمباراة الذهاب، ومعرفته بخصمه، ومسيرته التدريبية الممتدة على مستوى القارة الإفريقية؛ فتحدث إلينا حديثاً واضحاً بشفافية عالية، مؤكداً أنّه ذاهب إلى الكنغو لتقديم مباراة مختلفة، وسيباغت خصمه بالهجوم، ولن يركن للدفاع.

وحول معرفته بالمريخ قال غوميز إنه يعرفه جيداً ومن قبل وحدث أن عرض عليه وكيله تدريب المريخ، ولكن كان ملتزماً مع أندية أخرى.

وعن رؤيته للاعبي المريخ وصفهم بالمتميزين جداً، وحول غياب الجمهور عن المدرجات بسبب جائحة كورونا قال الفرنسي إنّه حزين جداً لذلك، وكان يتمنى تواجد الجمهور داخل الملعب؛ لأن في ذلك دفعة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني؛ خاصة بعد مشاهدته لفيديوهات عديدة لأنصار المريخ، وحجم تواجدهم داخل الإستاد.

وفي الختام بعث غوميز برسالة لجمهور المريخ..

 

* نريد التعرف على رؤيتك لمباراة الذهاب بالكنغو؟

– أولاً أقول إنني لست خائفا من خصمي. ففريقي قوي وجيد، ويفترض أن تذهب ولديك ثقة كبيرة في عناصرك مع الهدف والرغبة في الفوز، ولن ألعب مدافعاً، فأنا ذاهب لتقديم مباراة مختلفة وسأستغل قدراتي الهجومية، ومع ذلك سأحترم خصمي، وأنا أعرف أنّ أوتوهو سيكون مختلفاً داخل أرضه، وسنكون متواضعين في احترامه، ولن نلعب باستعلاء وغرور. في الموسم السابق لعبت مع الحرية في غينيا وتابعت مباراة المريخ والشبيبة الجزائري فالفائز منهما كان سيقابل الحرية، وأذكر أنه في المباراة الأولى لعب شبيبة القبائل شوطا أول جيدا وفي الشوط الثاني المريخ أهدر فرصاً سهلة، وفي مباراة الرد في الخرطوم غادر المريخ البطولة؛ لأنّه أهدر الفرص في المباراة الأولى، وفعل كل شيء في الخرطوم إلا أنه خسر بالخروج، وأقول لكم إن نتيجة مباراة الذهاب هي السبب في خروج المريخ، ولذلك في الكنغو سنعمل بقوة للتأسيس لمباراة الإيّاب في الخرطوم؛ حتى لا ندخل في حسابات معقدة.

 

* هل كنت تعرف المريخ قبل الحضور لتدريبه؟

– بالطبع وذكرت ذلك لرئيس المجلس بأنني أعرف المريخ جيداً من قبل، وحدث أكثر من مرة أن عرض عليّ وكيلي تدريب المريخ، ولكن كنت ملتزماً مع أندية أخرى، ولكن غايتي وهدفي تدريب المريخ وكان يتملكني إحساس قوي بأنني سأدرّب المريخ في يوما ما.

* ما هو انطباعك عن لاعبي المريخ عقب تسلمك مهمة الإشراف الفني؟

– أنا مدرب وأريد التكُيّف مع الظروف من حولي أيًّا كانت، ولو ذهبنا بعيداً في البطولة الإفريقية سنحضر لاعبين أو ثلاثة لدعم المشوار والانطباع الذي وصلني أنّ اللاعبين متميّزين جداً جداً، لاعبين في قمة الانضباط والطاعة وتنفيذ ما أطلبه. وهناك لاعبون مهرة على مستوى كل الخطوط ولا أريد تخصيص لاعبين بعينهم، وأنا حريص على التأسيس لبناء الهجمة إلى الأمام ولديّ لاعبين أقوياء ومهرة على مستوى المقدمة وسأسعى لتطوير الموجود وهدفي أن أقود كل اللاعبين لتنفيذ فلسفتي.

* بماذا تعِد جمهور المريخ خاصة بعد مرارات الخروج المتكرر من مرحلة الدور التمهيدي من البطولة الإفريقية؟

– كرة القدم تعتمد على العمل والأفعال لا الكلام والوعود ولا أحد يثق في كرة القدم.. أنا أعلم ذلك، وأعرف أنّ الجمهور ينتظر التأهل للمرحلة المقبلة من التمهيدي والوصول إلى المجموعات بعد فترات قاسية بالخروج من مراحل مبكرة من البطولة، فالجمهور يريد رؤية فريقه قد ذهب بعيدا في المنافسة وعلى الأقل في المجموعات. وهذه رغبتي قبل الجمهور ولا أحد يضمن كرة القدم ولا أحد يعد فيها بثقة مطلقة، ولكنّي سأجتهد في الوصول إلى المجموعات على أسوأ الفروض وسنجعل الجمهور فخورًا وسعيدًا بالفريق.

* هل شاهدت تسجيلات لخصمك الكنغولي؟

– شاهدت لقطات حديثة بسيطة للفريق الكنغولي، ومعروف أنّهم كانوا بعيدين عن اللعب بسب الكورونا ولعبوا محليا أمام المنتخب الكنغولي الوطني بدون لاعبي المنتخب، ونحن محتاجون للتركيز على عناصر بعينها على الخصم للتركيز على نقاط معينة على الخصم ولا بد أن نكون جادين وصارمين في مباراة الذهاب والإياب وندخل الملعب بهدف واحد وهو تحقيق الفوز.

* هل وقفت على تسجيلات للمريخ؟

– نعم شاهدت مباريات للمريخ على مستوى الممتاز وشاهدت مباراة شبيبة القبائل رغم أنّ عدداً من اللاعبين غير موجودين مثل محمد الرشيد ورمضان وبكري وحارس المرمى وقبل الحضور لديّ صورة ذهنية جيّدة عن المريخ.

 

* هل أداء المريخ لمباراة إعدادية واحدة أمام الأمل كافٍ لمباراة الكنغولي؟

– في الإسماعيلي لعبت قبل أقل من شهر وغير منزعج إطلاقاً ولو وجدت مباراة أخرى فسيكون ذلك جيداً بالنسبة لي.

 

* هل لديك ملاحظات إيجابية عن لاعبي المريخ؟

– نعم لاحظت الرغبة الكبيرة والروح العالية للاعبين في تقديم أفضل ما لديهم. أجريت حوالي خمسة تدريبات ولاحظت العقلية الجيّدة للاعبين، وعند كل تدريب أشاهد روحاً مختلفة وسعيد لتحمّلهم الجرعات البدنية العالية والتدريبات الشاقة، وهم في قمّة التركيز وفي قمة الطاعة للمدرب، ولو تأهلنا وذهبنا بعيدًا في البطولة سنكون قادرين على تحقيق فريق قوي مستقبلاً.

* هل سيستعين غوميز بطاقم فني معاون من خارج السودان؟

– حالياً تركيزي التام على العمل وتكييف نفسي على العمل مع الجميع وفي أي ظروف ولا أفكر في أي شيء بخلاف العمل، وتركيزي التام على مباراة الفريق الكنغولي ولاحظت التعاون الكبير مع الموجودين من حول الفريق وفي أي دولة أذهب أكون حريصاً على العمل بجانب المدربين الوطنيين. ولكن في النهاية مهمتي وهدفي هو التأهل وليس الطاقم المعاون، ونحن مدربون ولا بد من مجابهة المخاطر وأحب عملي جيدا، وكما قلت لك سابقًا أعشق العمل في الظروف الصعبة وتحت الضغط وأتمنى تحقيق آمال المشجعين، وأتمنى تجاوز المرحلة الحالية والوصول للمرحلة المقبلة. وهذا عملي ولا بد من ثقتي في عملي وأعكس ذلك للاعبين.

* هل التدريب مدارس كما يردد البعض؟

– نعم هناك مدارس تدريب فهناك المدارس الأوروبية المختلفة مثل الألمانية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية؛ فمثلاً الألمان تحديدا يحبون عملهم وحريصون على إضافة الكثير لمدرستهم التدريبية الجديدة ولهم الأفضلية في كرة القدم، حيث نلاحظ القوة والسرعة في مدرستهم وهناك الإسبانية والبرتغالية اللتان تعتمدان على خاصية امتلاك الكرة وليس لديهم اللعب الطولي، والفرنسية لها خاصية التكتيك العالي أكثر من غيرها من المدارس ويركزون على التكتيك كثيراً، قبل سبع سنوات كنت أعشق المدرسة الإسبانية مثل معظم المدربين ممن يحبون المدرسة الإسبانية، والآن أحب المدرسة الألمانية، لا يتوقفون عن الجري لتسعين دقيقة، وشاهدنا يورغان كلوب مع ليفربول، وحاليًا يورغان يقدم أفضل أشكال التدريب، ومدربي المفضل هو مارسيلو بييلسا مدرب ليدز يونايتد، وكان قد درّب شيلي والأرجنتين وأنا لا أعرفه معرفة شخصيّة ولكن تعلّمت منه الكثير، وراجعت تدريباته ومؤتمراته الكثيرة وحقيقي أحب فسلفته في كرة القدم، ودائما هو يلعب في (المناطق الخطرة) وأنا لا بد أن أكون حذراً ولكن أحب الكرة الهجومية بصورة كبيرة، وهذه فلسفتي أن أضغط على الخصم في منطقته، وفي ذات الوقت لا بد من الحذر من خصمك، وبالطبع ليس من السهل أن تنفذ فسلفتك بسهولة وتحتاج إلى زمن لتنفيذ ذلك، واللاعبون مطلوب منهم أن يعشقوا الكرة حتى ينفذوا ما يطلبه المدرب ولا بد من الضغط على الخصم عند فقدانك للكرة بسرعة والمدرب لابد أن يكون (داخل عقل) اللاعب ليعرف ما يريده المدرب.

 

* ماذا عن ملف الإعداد البدني في الفريق بعد غياب مويير؟

– لديّ مدرب لياقة جيّد هو الدكتور مصطفى، والآن تركيزي بصورة كبيرة على الفريق لتنفيذ فكرة محددة أسعى لتنفيذها بنفسي، وتركيزي منصب على المباراة الإفريقية المقبلة، وبعدها سنجلس سويا أنا والدكتور مصطفى للاتفاق على مطلوبات المرحلة المقبلة حتى ينفذها الدكتور مصطفى ليستفيد منها هو ويستفيد منها الفريق.

* هل سبق لك تدريب أيٍّ من المنتخبات؟

– لا لم أدرب منتخبات حتى اللحظة وأنا حريص جداً على تدريب الأندية، لأنّها ستقدم لي الكثير من الفوائد، فالأندية تلعب بصورة مستمرة وتتيح لك فرصة اللعب المتواصل. أمّا المنتخبات الوطنية فتلعب في فترات متباعدة، وأنا أعشق التدريب المتواصل كل يوم حتى أتمكن من تشكيل إضافة لمسيرتي التدريبية، وتدريب المنتخبات ليس هدفاً لي، ففي المنتخبات لا تجد فرصة أن تعمل على تشكيل إضافات للاعبين لأنّهم لا يتوفرون لك مثل بقية لاعبي الأندية المتاحين للمدرب بصورة مستمرة.

 

* من خلال مسيرة عملك في القارة الإفريقية هل صحيح أنّ اللاعب الإفريقي غير منضبط؟

– في إفريقيا اللاعبون يتحملون العمل الشاق في التدريبات، وفي رواندا والكاميرون نتدرب على فترتين وثلاثة في اليوم الواحد، ولا أحد يشكو من اللاعبين؛ لأنّهم يحبون الكرة ويعشقون التحديات وأنا أحب مثل هذه العقليات التي تهوى التحدي، وأنا أحب أن أكون مع المقاتلين وأصحاب التحدي، وأنا مبسوط في إفريقيا ومرتاح جداً، وكل اللاعبين على مستوى العالم يوجد من بينهم من هو غير منضبط وتجاربي في إفريقيا أوضحت لي أنّ اللاعبين في قمة الانضباط، وينفذون ما أطلب مما ينفي التسيّب.. نعم مرت عليّ مشاكل صغيرة تمّ تجاوزها ولكن في العموم البيئة جيدة جداً، وأنا لديّ علاقات مع لاعبين متميّزين كانوا مثالا للانضباط.

* هل دربت لاعبين احترفوا بكبريات الدوريات الأوربية؟

– نعم مثل الجزائري مراد مغني في قسنطينة؛ لعب في أكبر الفرق الإيطالية، وهناك اللاعب البورندي سيدري خميسي لعب في أوربا وهو لاعب معروف.

* في المريخ هل يوجد لاعبون يمكنهم الاحتراف؟

– في المريخ يوجد لاعبون متميزون جداً يمكنهم الاحتراف في الدرجات الأوروبية ولا أريد أن أخصص لاعباً بعينه لتقديرات بعينها، ولكن أقول لكم إنّ كابتن المريخ أمير كمال صاحب مستوى عالٍ جداً، ويمكنه الاحتراف وهناك المدافع صلاح نمر، وهو من اللاعبين الجادين والصارمين ولا أريد القول أنهم يمكن أن يلعبوا في أوروبا حتى لا يُفهم من حديثي شيء آخر، ولكن هناك لاعبون متميزون بخلاف أمير وصلاح يمنكنهم الاحتراف في أوروبا، وأنا أعلم أنّك وغيرك من الجمهور الرياضي في السودان تقصدون التش؛ وهو لاعب مهاري كبير، ويمتلك القدرة على الاحتراف، وحينما كنت أدرب قسنطينة شاهدت مباراة المريخ وشبيبة القبائل الجزائري، ولفت نظري التش، واستغربت جداً كيف للاعب بهذه القدرات لا يحترف بكبريات الدوريات، وأذكر أنني طلبت من إدارة الإسماعيلي إحضار هذا اللاعب بالاسم للعب في الإسماعيلي.

* فارق الزمن بين مباراة الذهاب والإيّاب حوالي خمسة أيام.. ألا تخشى الإرهاق؟

– هذه الجزئية تخص الكنغوليين أيضاً وهذا يعني أنّ خصمنا تساوى معنا في ذات الظروف والإرهاق، وسيحضر إلى السودان للعب معنا بعد خمسة أيام في الكنغو، ولكن أقول لك لو حققنا نتيجة جيدة في الذهاب لن نشعر بالتعب، وستكون الرحلة الطويلة قصيرةً جداً بسبب الفرحة والسعادة، وأقول لكم إننا في كل الظروف سنلعب مباراة كبيرة أشبه بمباراة العُمر أو نهائي البطولة.

 

* أيُّ الفرق العالمية يعشق غوميز؟

– لو دربت في إفريقيا لزمن طويل ستجد نفسك في كامل التركيز على الأندية الإفريقية، ولكن بما إنني من جنوب فرنسا فأنا أعشق نادي مارسيليا، وهو من الأندية العنيفة، ونحن في جنوب فرنسا شرسون جداً، وأي فريق يقابل مارسيليا قبل عشرين عاما كان يخشاه كثيراً.

 

* أي الفرق خارج برشلونة تشجع؟

– كنت أعشق برشلونة لأنني أعشق المدرب غوارديولا جداً والآن أعشق ليفربول وأعتقد أنّ طريقة لعبه جيدة، وصاحب روح قتالية كبيرة، وهو فريق جيد وأرى أن يورغان كلوب يقوم بعمل فني كبير في ليفربول.

 

* بوجهة نظرك لماذا تراجع مستوى المنتخب الإيطالي؟

– نتيجة لتغيير الأجيال.. مثلاً في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا قدمت فرنسا مستويات ضعيفة، وطالب الجميع بتغيير جلد المنتخب، وبعدها حقق المنتخب كأس العالم، وهذا أمر طبيعي لأنّ أولئك اللاعبين مولودون في فرنسا وأعتقد شيءٌ جميل أن يحظى المنتخب الفرنسي بمؤازرة كبيرة من الأفارقة.

 

* ما هو شعورك والمريخ سيلعب مباراة الإيّاب بدون مساندة جماهيرية؟

* أنا حزين جداً لذلك.. لم أكن أدري أنّ المباراة في الخرطوم بدون جمهور وكنت أتمنى تواجد الجمهور داخل الملعب؛ لأنّ في ذلك دفعة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني، وشاهدت فيديوهات عديدة لأنصار المريخ وفرحت للأعداد الكبيرة، وحبهم الجارف للفريق؛ وهذا يشكل مسؤولية على الجهاز الفني واللاعبين وحتى لو المباراتان بدون جمهور فنحن الأكثر حسرة، وأنا أتمنى عودة المريخ لوضعه الطبيعي في البطولة الإفريقية حتى يسعد الجمهور.

 

* ماذا تود القول لأنصار المريخ؟

– تحدثنا كثيراً وأنا بطبعي لا أحب الحديث الكثير حتى لا يعتقد البعض أنني أتحدث أكثر من العمل، وأريد التركيز على العمل، فقط أريد القول لجمهور المريخ لا أريد أن أعِدكم بالبطولات والانتصارات لأنّ الوعد بالكلام هيّن وسهل، ولكن أقول لكم سأعمل بكل جهدي وقوتي حتى أقود المريخ إلى مرحلة المجموعات، إنني أمتلك المعينات المتمثلة في اللاعبين، الذين لاحظت امتلاكهم للقدرة والروح، وأنا أجتهد لتجاوز حسرة الخروج المتكرر ثلاث مرات من البطولة الإفريقية، وأريد نسيان مرارات ذلك الخروج المبكر، والجمهور يجب أن يعلم أننا جميعاً جهازا فنيا ولاعبين سنجتهد كثيراً لإسعاده.

* هل يمتلك غوميز جنسية أخرى غير الفرنسية؟

– أنا فرنسي الجنسية.. والدي من جذور برتغالية ووالدتي من جذور إيطالية.

 

* حدثنا عن مسيرتك التدريبية؟

– نلت كل الشهادات التدريبية من داخل فرنسا، وبدأت العمل كمدرب مبكراً منذ أن كان عمري (22) عاماً بعد اعتزالي لكرة القدم؛ حيث كنت حارس مرمى تعرضت لكسر وتركت الكرة. وحتى تصبح مدرباً جيداً لا بد من عمل شاق وأنا فخور بنفسي، ولذلك اجتهدت على نفسي بعد عملي في فرنسا في أندية بالدرجات المختلفة حضرت إلى إفريقيا لمعرفة أسرارها الكروية، ولإعجابي بها، وكنت في حاجة لمعرفة خبايا كرة القدم فيها. فالكرة في إفريقيا مشجعة ومحفزة، وأنا عبركم اسمحوا لي بتقديم الشكر لرئيس نادي رايون إسبورت الرواندي عبد الله موانزي لأنّه منحني الفرصة الأولى لأظهر قدراتي، وبعدها أبدعت وحققت الدوري في أول موسم.

 

* هل سبق وأن زرت السودان؟

– نعم حضرت إلى السودان لأول مرة مدربا لرايون إسبورت الرواندي أيام بطولة شرق ووسط إفريقيا (سيكافا) قبل ثلاثة عشر عاماً بمدينة الفاشر، وقدمنا مستويات جيدة ووصلنا مراحل بعيدة في البطولة، وفي رواندا بعد تحقيق الفوز بالدوري أصبحت مطلوبا، وبعدها توجهت إلى نادي القطن الكاميروني وهو من الأندية الكبيرة والمحترفة، وعملت فيه لسنتين وحققت الدوري مرتين، وهي فترة العامين اللذين قضيتهما هناك، ولعبت مباراة شبه النهائي الإفريقي في مواجهة الأهلي القاهري، وخسرنا، ولكن قدّمت تجربة جيدة، والقطن هو النادي الذي قدّمني لإفريقيا بدرجة كبيرة، ومنحني الكثير وأصبحت مدرباً معروفاً، وحقيقة القطن نادٍ محترف ومنظم وأي مدرب يحلم بتدريبه.

 

* وماذا بعد تجربة القطن الكاميروني؟

– بعدها ذهبت إلى الجزائر، ودربت قسنطينة، وخلّفت مدربا حقق نتائج متعثرة، ودربت لاعبين كبارا مثل مراد مغني المشهور في منتخب الجزائر واحترف في أوروبا، وحققنا نتائج طيبة وخلصنا الدوري في الترتيب السادس بعد أن كنا متأخرين، ومن السعادة أنني عملت في قسنطينة لأنه نادٍ محترم، والجزائر تعرف معنى الضغط في العمل، وأنا أحب العمل تحت الضغط؛ لأنّه ممتع بالنسبة، وهذه ميزة المدرب الجيد أن يعمل تحت ضغط، فذلك يساعده كثيراً، ولا يوجد ما يعيقني في مسيرتي لأجل تحقيق أهدافي.

 

* وماذا عن تجربتك في الدوري المصري؟

– في الدوري المصري عملت مدرباً للإسماعيلي المصري في يناير 2020 وطلب مني مجلس الإدارة أن أذهب بعيدا في البطولة العربية، وبالفعل ذهبنا بعيدًا ووصلنا مرحلة شبه النهائي أمام الرجاء، وفي الإسماعيلية كسبنا بهدف، وما زالت البطولة معلقة، ولم تلعب مباراة الإياب والبطولة توقّفت بسبب كورونا، وسأكون سعيداً وفخوراً لو الإسماعيلي حقق البطولة، وأنا سعيد بالنتائج التي حققتها مع الفريق، وعلى مستوى الدوري المصري لم نحقق النتائج المطلوبة، فاللاعبون صغار في السن ولا يملكون الخبرة المطلوبة، وكانت مهمتنا تجهيز الفريق للمرحلة المقبلة، وقبل حوالي ثلاثة أشهر قرر المجلس إنهاء العقد، وكنت مستاءً رغم أنني حققت ما أريد من أهداف، وأتمنى كل ما هو طيب للإسماعيلي ولو وفِق وفاز بالبطولة العربية فسأكون سعيداً، لأنني سأكون جزءاً من الإنجاز، وغادرت الإسماعيلي في سبتمبر، وحضرت إلى المريخ مباشرةً.

نقلاً عن صحيفة الأحمر الوهّاج الرياضية السودانية

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: