باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عبد الحميد عوض يكتب: (سقطت تب)

2٬104

أجندة

عبد الحميد عوض

(سقطت تب)

قبل أشهر طويلة، جلس تحالف الحرية والتغيير الحاكم، للتشاور حول اختيار ولاة مدنيين للولايات، وفكر التحالف وقدر، ثم رشح لرئيس الوزراء، عبد الله حمدوك 18 اسماً اختارهم بمعايير موحدة، ولم يعط لأي ولاية أو وال خصوصية أو استثناء.

حمدوك، وضع القائمة تحت المجهر، وأرجع فيها البصر كرتين، قبل أن يردها للتحالف، ناصحاً بإجراء بعض التعديلات للمزيد من التوازن وبحثاً عن شخصيات أكثر كفاءة،فأجرى التحالف جُرحاً وتعديلاً على القائمة، قبل أن تُودع مرة أخرى منضدة مجلس الوزراء، وفي الآخر قرر فيها حمدوك، ثم اعتمدها مجلس السيادة.

لم تختلف طريقة اختيار صالح عمار، والياً على كسلا عن اختيار بقية الولاة، ولم يدع اي كائن بوجود إجماع على بقية الولاة، وأن والي كسلا وحده استثناء، فكثير من المكونات الولائية، رفضت واليها بذات حيثيات رفض عمار.

رضخ الجميع في النهاية للأمر الواقع، إدراكاً لطبيعة المرحلة الإنتقالية التي تستند على توافق الحد الأدني، وذهب الولاة الجدد إلى ولاياتهم، واستلموا مناصبهم، إلا والي كسلا وما أدراك ما كسلا؟

برزت في الولاية، أصوات معارضة لتعيين صالح عمار، ليس لأنه موال للحرية والتغيير، وليس لأنه غير كفء لإدارة الولاية، وليس لأنه مدان بجريمة مُخلة بالشرف والأمانة، أو حوله شبهات الخيانة العظمى..!!

رُفض الرجل فقط، لأنه من كيان اجتماعي، يختلف عن الكيانات الاجتماعية للمعارضين، وتلك هى الحقيقة التي لا مفر منها ويجب تسجيلها في مضابط التاريخ لتقرأها أجيال المستقبل.

رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وفي خذلان بائن، أمر بداية صالح عمار، بعدم التوجه لكسلا لإستلام مهامه، وتفرجت الأجهزة الأمنية على هيبة الدولة، وهى تُداس وتمرغ أنفها بالتراب، واستجاب العسكر والمدنيون للابتزاز السياسي والاجتماعي، وتعايشت أجهزتنا مع مظاهر تهديد الأمن الاجتماعي، وانتهت (الحدوتة) بأن يؤول قرار الدولة لزعماء القبائل الذين عليهم من الآن وصاعداً تحديد الهوية القبلية لمن يتولى مناصب الدولة..!!

إكتملت حلقات الهوان، بإصدار رئيس الوزراء أمس، قراراً بإعفاء صالح عمار من منصب والي كسلا، ليُكتب آخر سطر في صفحة دولة المواطنة بالسودان، ويكتب معه نهاية الحكومة، التي لم يعد في وجهها مزعة لحم تتجرأ بها لتقول إن السودانيين متساوون في الحقوق والواجبات.

لم تسقط الحكومة وحدها، بل معها شعارات الثورة، ومنها شعار الحرية التي تحول لفوضى بعد ذلك القرار، وبموجبه لا سلام ولا عدالة اجتماعية بعد اليوم.

وداعاً أيتها الثورة الماجدة

نقلاً عن (السوداني)

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: