باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عبد الحميد عوض: آلآن يا غندور (2)

1٬030

*مذيع قناة الحرة، سأل بروفيسور إبراهيم غندور، رئيس المؤتمر الوطني، عن فكرة التمكين الكبير للحزب في كل مؤسسات الدولة، وإمكانية الاستفادة من ذلك، في التأثير على عمل الحكومة الجديدة.
* غندور رد بتأكيده على أن كل من يعمل ضد الحكومة التي تريد تحقيق السلام وإصلاح الاقتصاد وبناء علاقات خارجية متوازنة، سيكون هو أول المتأثرين من فعله، لأنه لن ينعم بالسلام وسيتأذى من غلاء المعيشة..الخ.
* العبارة الصاعقة والصادمة، على الأقل بالنسبة لي، التي أضافها سأنقلها نصاً حتى نرى بوضوح تفكير العقل الباطن عند غندور، حيث قال:
(التمكين الذي تم، لم يكن تمكيناً لكوادر من خارج البلاد، هم سودانيون، بالتالي سيعملون بإذن الله مع من هو موجود في قيادة ودفة أية مؤسسة، لبناء سودان واحد، هم ليسوا حزبيين، هم مواطنون سودانيون يعملون من أجل وحدة بلادهم).
*قلتُ أمس إن البروف فقَدَ شجاعة الاعتذار، وكذلك فقَدَ المصداقية، وما كنتُ أتوقَّع أن يفقد سياسيٌّ بحجم غندور، الكياسة والحصافة، من خلال الإجابة أعلاه.
*كيف؟
*الكل، يعلم أن عملية التمكين التي ابتُليت بها البلاد، لم تكن ذات اتجاه واحد بالتعيين، بل سبقتها عملية فصل لآلاف الموظفين من الخدمة المدنية، وتشريدهم ومطاردتهم في أرزاقهم، فتفرقوا في البلاد، ومنهم من مات غبناً أو جوعاً أو مرضاً، ويأتي بعد كل ذلك غندور، ليقتلهم مرة أخرى، من حيث يدري أو لا يدري، حينما قال، إن التمكين حدث لمواطنين سودانيين، ولم يتبقَّ له إلا أن يقول إن من فُصِلوا ليسوا بسودانيين.
*لم يكتفِ السيد غندور، في تلك الإجابة الصادمة بتبرير التمكين، بل دخل في حالة إنكار طبيعته المطلقة، حينما نفى أن يكون التعيين تم لحزبيين، وهنا يفارق فضيلة اعتراف بذلك الوزر والخطيئة، ذهب إليها شيخه، حسن الترابي، ولحقه به من بعده (شيخه) عمر البشير.
*لقد تعهد رئيس المؤتمر الوطني الجديد، بإجراء مراجعات شاملة لمسيرة الحزب؛ وشخصياً لديّ رأيٌ قديم، يرى أن المراجعة ينبغي أن تبدأ من الفرد دون القفز إلى المؤسسة، وإن اتفق معي إبراهيم غندور في ذلك، ما عليه إلا أن يبدأ بنفسه ويقدم النموذج والقدوة، بمراجعة دوره في عملية الفصل للصالح العام نفسها، وعليه الرد على كل الاتهامات التي طالته في هذا الجانب، خاصة وأنه كان أحد الرموز النقابية للإنقاذ، والتي إن لم تكن جزءاً من التشريد، فلا شك يدينها صمتها غير النبيل على المأساة.
سؤال أخير:
قال إبراهيم غندور إنه يعرف رئيس الوزراء، منذ فترة طويلة، فهل تم التعارف قبل إحالة حمدوك للصالح العام أم بعده؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: