باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

د ناهد قرناص: الشهد والدموع

صباحكم خير

1٬251

رائعة الكاتب العبقري الراحل اسامة انور عكاشة.. حين جسد الجشع الانساني وغدر الاخوة في ابشع صورة.. والبطل حافظ رضوان (الذي ادى دوره باقتدار يوسف شعبان) ..يجور على اخيه الضعيف قليل الحيلة شوقي رضوان (جسد الدور الراحل محمود الجندي).. حافظ رضوان لم يكتف بالتآمر على مال اخيه فقط، وانما استأجر مجموعة بلطجية ليضربوه ويسرقوه وهو عائد الى بيته بعد اقتسام الارث، فرجع شوقي الى بيته غضبان أسفا، والحسرة تملؤه، نام ليلته تلك، ولم يصحو بعدها ابدا، قتله الحزن وترك من بعده ذرية ضعفاء.. ولدين وبنتين .
انكفأت ارملة شوقي على ماكينة الخياطة لتربية ابناءها، ضاقت المر والذل والهوان، بينما كان شقيق زوجها يتمرغ في النعم، ويدرس اولاده في المدارس الاجنبية ويستخدمون فاخر السيارات في تنقلاتهم، ويسمعون (طشاش) عن اولاد عمهم الشقيق الذين يسكنون حي (المغربلين) البائس في اطراف القاهرة، مرت الأيام وكبر اولاد شوقي، وكانت للأقدار خطتها الماكرة، حيث جمعتهم الدراسة الجامعية مع ابناء حافظ، وكان الماضي حاضرا في ذهن احمد شوقي الذي غدر بناهد ابنة عمه انتقاما لابيه، فدخلت بدورها في اكتئاب وحالة نفسية سيئة جدا، حينها فقط ركع حافظ رضوان على قدميه، أتى زاحفا يطلب العفو والسماح من اولاد اخيه الذين استباح ارثهم قبل سنوات بعيدة.
في تلك الحلقة وحافظ رضوان يستعطف الجميع، ويذرف الدموع ويطالب بابعاد اولاده عن المعترك، قائلاً: (اعملوا في اي حاجة انا مستعد ..بس اولادي لا.. دول ما لهموش ذنب) ..الكاميرا كانت كل تركيزها على قسمات وجهه الذي كان ينضح صدقا وألما، كان سيد المشهد لوهلة تعاطفت معه، لوهلة اعترتني قشعريرة، وكدت ان اهتف ان الحق معه ماذنب اولاده؟ لكن الكاميرا ابتعدت قليلا، وذهبت الى زينب التي صرخت قائلة (خلاص.. قدر حافظ يأكل بعقلكو حلاوة؟ نسيتو شوقي اللي مات مقهور؟ نسيتو اولادو اللي عاشوا ايام بدون فلوس؟ باتوا ليالي بدون عشاء ؟ نسيتوا زينب اللي ضهرها انكسر على ماكينة الخياطة عشان تدفع للمدارس والملابس؟ نسيتوا كل دا لما شفتوا دموع حافظ ؟ اولادك مالهمش ذنب يا حافظ، زي اولادي كمان ما كانش ليهم ذنب).
الشاهد في الأمر (وقد اخذت المقدمة مني المتن والشرح معا)، ان الحق ليس دائما مع ذلك الذي يذرف الدموع، فقد أتى اخوة يوسف أباهم عشاء (يبكون)، وكانوا قد ألقوا بأخيهم في غيابة الجب، دون أن يطرف لهم جفن، لذلك نقول لكل من تأثر بمشهد حافظ رضوان، وهو يذرف الدمع انتظر قليلا لتدور الكاميرا وتأتي لك بالمشهد بأكمله، لترى حسرة زينب ووجع اولادها، وألم بناتها، لترى أعينهم متحجرة من كثرة الدموع التي ذرفوها أيام وليالي دون أن تلتقطهم كاميرا، او توثق لهم صحف، بعد أن ترى المشهد كاملا، يحق لك حينها أن تعلن موقفك الذي لن يناقشك فيه أحد..
وخليك في البيت …ألزم دارك.. وافقد جارك

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: