باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

حفيظ دراجي يكتب: ماذا يحدث في ليفربول؟

857

*خروج نادي ليفربول من الدور السادس عشر لكأس إنكلترا أمام نادي برايتون الذي فاز عليه الأسبوع الماضي في الدوري شكّل الحدث الأكبر في أنكلترا لأنه جسّد فعلا التراجع الكبير للنادي العريق هذا الموسم، بعد خروجه من مسابقتي كأس الرابطة والاتحاد الانكليزي، واحتلاله المركز التاسع في الدوري بعد برادفورد وفولهام وبرايتون، بفارق عشرين نقطة عن الرائد أرسنال بعد عشرين جولة، حقق فيها انتصارين فقط من أصل تسعة خارج الديار، مما جعله مادة دسمة في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي التي راحت تحلل الأسباب و تتوقع التداعيات وتتحدث عن مسؤولية يورغن كلوب بسبب خياراته الفنية الكثيرة على مستوى التشكيلة ونمط اللعب، و مسؤولية الادارة التي لم تقدر على تعويض رحيل ساديو ماني، بالإضافة الى تراجع مستوى محمد صلاح و فيرمينو وهشاشة دفاعه..

*صحيح أن فترة ما بعد كأس العالم لم تكن في صالح ميلان في إيطاليا وأتلتيكو مدريد في اسبانيا وبايرن في ألمانيا، وبدرجة أقل البياسجي في فرنسا، إلا أن ما يحدث لليفربول منذ بداية الموسم وبعد مونديال قطر يشكل صدمة، يستدعي حسب البعض اجراءات استثنائية صادمة قد تصل الى الاستغناء عن المدرب الألماني يورغن كلوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن قضى ثماني سنوات على رأس النادي فاز معه بكل شيئ، ووصل الى درجة الإشباع وعدم القدرة على التحكم في المجموعة، وتحفيز لاعبيه وإيجاد الحلول الفنية لرحيل السنغالي ساديو ماني وتراجع مستوى محمد صلاح، حيث ظهر عاجزاً على صناعة الفارق من خط التماس وفي غرف الملابس.

*دفاع ليفربول تراجع كثيراً بتراجع مستويات الظهيرين ألكسندر أرنولد وأندرو روبيرتسون والقائد فيرجيل فان دايك، مما دفع به الى ارتكاب أخطاء مكلفة في النصف الأول من الموسم، انعكست على مردود وسط الميدان الذي تغيّرت تركيبته كثيراً مع مرور المباريات، ما أثر على فعالية محمد صلاح الذي تراجع مردوده ولم يتمكن من تسجيل سوى هدف واحد في المباريات الستة الأخيرة، فغابت الفعالية عند صلاح الذي لم يسجل سوى سبعة أهداف في الدوري، وغابت عنه البسمة والرغبة والقدرة على صناعة الفارق، بسبب غياب الانسجام بينه وبين الأرغواياني داروين نونيز  الذي سجل بدوره خمسة أهداف فقط، في وقت لم يجد يورغن كلوب البدائل خاصة منذ اصابة البرتغالي ديوغو جوتا والكولومبي لويس دياز.

*يورغن كلوب الذي جدّد عقده مؤخراً كان يدرك بأن فريقه يمر بمرحلة صعبة تشكل فترة انتقالية ضرورية تقتضي التخطيط على مدى البعيد من خلال استقدام لاعبين جدد يمنحون النفس الجديد للتشكيلة، لذلك صرّح مؤخراً بأنه “ليس صانع معجزات”، ويحتاج الى تحرك الادارة لتدارك الوضع الذي ينذر بمزيد من التراجع في النصف الثاني من الموسم بسبب كثرة الإصابات وتراجع مستوى اللاعبين، وتزايد الضغوطات الاعلامية والجماهيرية، مما أثر على المعنويات، وأدى الى تراجع النتائج من خلال الخروج من مسابقتي الكأس والابتعاد عن المنافسة على اللقب، وربما المنافسة على الأماكن الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل، مما سيشكل اخفاقا كبيرا، يؤدي الى تراجع المداخيل، ويدفع الى الإستغناء عن بعض اللاعبين للحفاظ على التوازن المالي للفريق.

*مسابقة دوري الأبطال ستكون الفرصة الأخيرة ليورغن كلوب واللاعبين لإنقاذ الموسم، لكن مواجهة الريال في ثمن النهائي تجعل المأمورية صعبة، و تنذر بموسم كارثي على ليفربول، تكون له تداعيات كبيرة، تعيد الفريق الى ما قبل عهد يورغن كلوب وثلاثي الرعب ماني وصلاح وفيرمينو، وثنائي الرواقين أرنولد وروبرتسون، ووسط الميدان الذي كان يتوفر على خيارات متعددة، لم تعد متوفرة اليوم، مثلما لم تعد متوفرة الأموال التي تسمح بإتمام صفقات جديدة يحتاجها الفريق الموسم المقبل وإلا سيرحل كلوب ويرحل صلاح وتنتهي فترة زاهية يلزمها وقتاً وجهداً ومالاً لكي تتكرر ..

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: