باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

إيمان كمال الدين تكتب: أزمنةُ الحياة

1٬036

نسير وتثقُل خُطواتنا يومًا تلو آخر، نُشعر بوقعِ أقدامنا على القلبِ عوضًا عن الأرض، نوشك على السُقوط، نتوقف رأفةً بنا، نخافُ السير مُجددًا، كخشيتنا الأولى ونحن نحاول أن نتعلم المشي.

نشعرُ بثقل أنفسنا، نتهاوى، فتحتضننا الأرض عند السقوط، في مشهدٍ يشبهُ النهاية، نهاية الحياة.

تتعدد المسارات والطرق، نتساءل عمّا ألمّ بنا، وما أحدثتهُ التجارب، وما خلفتهُ الأيادي التي شددنا على أَزَرَها، ما خلفتهُ من خُدُوش، فأبقت أثرها، دليلٌ وعلامةٌ فارقة على أننا دفعنا ضريبة الحياة فمتى نجني ثمارها؟

تؤرقنا أحلامنا المُؤجلة، المُنتظرة، تُربكنا عقاربُ الساعةِ التي تتوقف فنسعى مجددًا لنسابق الزمن، أو لنخطو خطوةً واحدة أمام عقارب الساعة وننسى أننا أيضًا نقتربُ من النهاية لا البداية.

لقد حظينا ببداياتٍ عديدة مرةً تلو أُخرى، منذُ أن بدأ تكويننا في أرحام أمهاتنا إلى أن تلقفنا رحمُ الحياة، ولكن كان يُنقصنا الإداراك، “إداراكُ الخُطوةِ الأولى”، كان ينقصنا الشغف “شغف المعرفة، شغف التجربة”، والمعنى، “معنى الحياة”.

وإنهُ لثمنٌ باهظ ندفعهُ في سبيل شغفنا بالحياةِ، والحب، نقفُ حين عجزٍ أمام المرآة نتحسس خُطوط وجوهنا، تجاعيد الزمن، أما القلب فلا يسعنا أن نرى ما أحدثهُ الزمن به، لا مرآة لما آلت إليه قُلوبنا.

وحدها العينُ متنفسٌ لتلك التجاعيد التي تصيب القلب، لكل تلك الثغرات والثقوب، لكل ذلك الألم، وحدها العينُ منفذٌ يتيم، تخرج أحزاننا على شكل قطراتٍ بيضاء مالحة، ولعلها مرارةُ الحياة.

أمامنا ألفُ طريقٍ وطريق، خُطواتنا على القلب لا على الأرض، وإني لأعجز أن أُدرك أفي ذلك سعةٌ أم ضيق؟

نمضي ونغلق الأبواب، بابًا تلو آخر، ليس بين ماضينا، وحاضرنا، ومُستقبلنا، بل بكل ما حملتهُ تلك الأزمنة من وجوه، أحياناً يوشكُ الماضي على أن يختلط بالحاضر ليس أملًا في رسم المُستقبل، ولكنهُ الماضي حين يحاصرنا أحيانًا حتى نبقى أسرى بين جدرانهُ، ولكنها محضُ أطياف، وخلافًا لذلك هل رأي أحدٌ منكم عقاربُ الساعة وهي تعود للوراء؟.

ما زلنا مُثقلين بالخُطوةِ الأولى، حينُ نحاول أن نبدأ من جديد نتساءل إلى أين ستنتهي خُطواتنا، وأين يستقرُ القلب ومتى يهدأ نبضهُ، وأيُّ ملاذٌ للروح يُمكن أن يُعاود احتضاننا فنغرق في أزمنتنا، ماضيها، وحاضرها ومُستقبلها فنغدو كطيفٍ عصيٌٌ على الجدران؟.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: